نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 5 صفحه : 3025
هذا الدرس الأخير في السورة يعود إلى تقرير القضايا التي عرضت في مقدمتها: قضية التوحيد. والوحي.
وقضية الجزاء في الآخرة. ويستعرض قصة آدم دليلا على الوحي بما دار في الملأ الأعلى ذات يوم. وما تقرر يوم ذاك من الحساب على الهدى والضلال في يوم الحساب. كما تتضمن القصة لونا من الحسد في نفس الشيطان هو الذي أراده وطرده من رحمة الله حينما استكثر على آدم فضل الله الذي أعطاه. كذلك تصور المعركة المستمرة بين الشيطان وأبناء آدم، والتي لا يهدأ أوارها ولا تضع أوزارها. والتي يهدف من ورائها إلى إيقاع أكبر عدد منهم في حبائله، لإيرادهم النار معه، انتقاما من أبيهم آدم، وقد كان طرده بسببه، وهي معركة معروفة الأهداف. ولكن أبناء آدم يستسلمون لعدوهم القديم! وتختم السورة بتوكيد قضية الوحي، وعظمة ما وراءه، مما يغفل عنه المكذبون الغافلون..
«قُلْ: إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ، وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ. رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ» ..
قل لأولئك المشركين، الذين يدهشون ويعجبون ويقولون: «أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً؟ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ» قل لهم: إن هذه هي الحقيقة: «وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ» .. وقل لهم: إنه ليس لك من الأمر، وليس عليك منه إلا أن تنذر وتحذر وتدع الناس بعد ذلك إلى الله الواحد القهار: «رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا» .. فليس له من شريك. وليس من دونه ملجأ في السماوات أو في الأرض أو فيما بينهما. وهو «الْعَزِيزُ» القوي القادر. وهو «الْغَفَّارُ» الذي يتجاوز عن الذنب ويقبل التوبة، ويغفر لمن يثوبون إلى حماه.
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 5 صفحه : 3025