responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 4  صفحه : 2358
وهم لم يذلوا ولم يخزوا لحظة أن كان هذا النص يتلى عليهم. إنما هو تصوير لمصيرهم المحتوم. الذي يذلون فيه ويخزون: فلعلهم حينذاك قائلون: «رَبَّنا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا ... »
فها هي ذي الحجة قد قطعت عليهم، فلم يعد لهم من عذر ولا عذير! وعند ما يصل السياق إلى تصوير المصير المحتوم الذي ينتظرهم يؤمر الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن ينفض يده منهم، فلا يشقى بهم، ولا يكربه عدم إيمانهم، وأن يعلن إليهم أنه متربص بهم ذلك المصير، فليتربصوا هم كيف يشاءون:
«قُلْ: كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا. فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى» ..
بذلك تختم السورة التي بدأت بنفي إرادة الشقاء عن النبي- صلى الله عليه وسلم- من تنزيل القرآن، وحددت وظيفة القرآن: «إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى» .. والختام يتناسق مع المطلع كل التناسق. فهو التذكرة الأخيرة لمن تنفعه التذكرة. وليس بعد البلاغ إلا انتظار العاقبة. والعاقبة بيد الله..

نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 4  صفحه : 2358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست