نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 4 صفحه : 298
عليهما المواثيق، أإن أعطيتكما الكتاب لا تقتلاني، ولا تسبياني، ولا ترداني إلى محمد- صلى الله عليه وسلم-، ولتخليان سبيلي فأعطياها المواثيق، فاستخرجت الصحيفة من ذؤابتها «ودفعتها» [1] فخليا سبيلها «وأقبلا» [2] بالصحيفة فوضعاها في يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «فقرأها» [3] . فأرسل إلى حاطب بن أبي بلتعة، فقال له: أتعرف هذا الكتاب؟ قال: نعم. قال: فما حملك على أن تنذر بنا عدونا؟ قال حاطب اعف عني عفا الله عنك، فو الذي أنزل عليك الكتاب ما كفرت منذ أسلمت «ولا كذبتك» [4] منذ صدقتك، ولا أبغضتك منذ أحببتك، ولا واليتهم منذ عاديتهم، وقد علمت أن كتابي لا ينفعهم ولا يضرك فاعذرني، جعلني الله فداك فإنه ليس من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع ماله وعشيرته غيري وكنت حليفا ولست من أنفس القوم، وكان حلفائي قد هاجروا كلهم، وكنت كثير المال والضيعة بمكة فخفت المشركين [193 أ] على مالي فكتبت إليهم لأتوسل إليهم بها وأتخذها عندهم مودة لأدفع عن مالي، وقد علمت أن الله منزل بهم خزيه ونقمته وليس كتابي يغني عنهم شيئا، فعرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قد صدق فيما قال، فأنزل الله- تعالى- عظة للمؤمنين أن يعودوا لمثل صنيع حاطب بن أبى بلتعة، فقال- تعالى-:
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ»
تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [1] فى أ: «ودفعته» . [2] فى أ: «فأقبلا» . [.....] [3] فى أ: «فقرأه» ، ومعنى قرأه أى قرأ الكتاب أو الصحيفة وقد تكون القراءة على سبيل المجاز يعنى أمر بقرامتها أو قرئت له، فكأنه قرأها، لأن النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان أميا قال- تعالى-: «وما كنت تتلوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ» سورة. [4] فى أ: ولا كفرت، ف: ولا كذبتك.
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 4 صفحه : 298