نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 4 صفحه : 276
على كعب بن الأشرف. قالوا: يا محمد، واعية على أثر واعية، وباكية على أثر باكية، ونائحة أعلى أثر نائحة. قال: نعم. قالوا: فذرنا نبكي شجونا، ثم نأتمر لأمرك.
فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: اخرجوا من المدينة. قالوا: الموت أقرب إلينا من ذلك. فتنادوا الحرب، واقتتلوا وكان المؤمنون إذا ظهروا على درب من دروبهم تأخروا إلى الذي يليه فنقبوه من دبره، ثم حصنوها ويخرب المسلمون ما ظهروا عليه من نقض بيوتهم، فيبنون «دوربا» [1] على أفواه الأزقة،
فذلك قوله: «يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ» فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصارِ- [2]- يعني المؤمنين أهل البصيرة في أمر الله، وأمر النضير، ثم قال: وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ [189 ب] يعني قضى الله، نظيرها في المجادلة «قوله» [2] :
«كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ ... » [3] يعني قضى الله عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ من المدينة لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا بالقتل بأيديكم وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ- [3]- ذلِكَ الذي نزل بهم من الجلاء بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ يعني عادوا الله ورسوله وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ ورسوله يعني ومن يعادي الله ورسوله فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ- [4]- إذا عاقب، نظيرها في هود « ... لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي ... » «4»
يعنى عداوتي « ... وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ [5] » يعنى وليهن اليهود، وذلك أن النبي [1] فى أ: «نحوتا» ، وفى ف: «درربا» . [2] فى أ: «قوله» ، وفى ف: «كقوله» . [3] سورة المجادلة: 21 وتمامها «كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ» . [4] سورة هود: 59 وفيها «وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ» . [5] سورة الحشر: 5.
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 4 صفحه : 276