responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 4  صفحه : 341
( {50) وَلَو ترى إِذْ فزعوا فَلَا فَوت وَأخذُوا من مَكَان قريب (51) وَقُولُوا آمنا بِهِ وأنى لَهُم التناوش من مَكَان بعيد (52) وَقد كفرُوا بِهِ من قبل ويقذفون بِالْغَيْبِ من مَكَان}

وَقَوله تَعَالَى: {وَقد كفرُوا بِهِ من قبل} أَي: بِالْقُرْآنِ، وَقيل: بِمُحَمد.
وَقَوله: {من قبل} أَي: فِي الدُّنْيَا.
وَقَوله: {ويقذفون بِالْغَيْبِ} أَي: يظنون ظن الْغَيْب، وَمعنى ظن الْغَيْب: أَنهم يَقُولُونَ مَا لَا يعلمُونَ؛ وَقَوْلهمْ فِيمَا لَا يعلمُونَ هُوَ أَنهم قَالُوا: مُحَمَّد سَاحر، وكاذب، وكاهن، وشاعر، وَيُقَال: قَوْلهم فِيمَا لَا يعلمُونَ أَنهم يَقُولُونَ: (لَا بعث وَلَا جنَّة) وَلَا نَار.

قَوْله تَعَالَى: {وَلَو ترى إِذْ فزعوا} مَعْنَاهُ: وَلَو ترى إِذْ فزعوا حِين يبعثون، وَفِي الْآيَة جَوَاب مَحْذُوف، والمحذوف: وَلَو ترى إِذا فزعوا حِين يبعثون لرأيت عِبْرَة يعتير بهَا، وَيُقَال: وَلَو ترى إِذْ فزعوا أَرَادَ بِهِ وَقت الْمَوْت.
وَقَوله: {فَلَا فَوت} أى: لَا يفوتون من الله، كَمَا قَالَ الله فِي مَوضِع آخر: {ولات حِين مناص} .
وَقَوله: {وَأخذُوا من مَكَان قريب} فِي التَّفْسِير: أخذُوا من تَحت أَقْدَامهم. وَيُقَال: أخذُوا من بطن الأَرْض (إِلَى ظهرهَا) .

قَوْله تَعَالَى: {قل إِن ضللت فَإِنَّمَا أضلّ على نَفسِي} قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: لما بعث رَسُول الله وَجعل يعيب الْأَصْنَام، قَالَ لَهُ الْمُشْركُونَ: إِنَّك قد ضللت بتركك دين آبَائِك؛ فَأنْزل الله تَعَالَى هَذِه الْآيَة.
وَقَوله: {فَإِنَّمَا أضلّ على نَفسِي} أَي: إِثْم ضلالتي عَليّ.
وَقَوله: {وَإِن اهتديت فبمَا يوحي إِلَيّ رَبِّي} أَي: من الْقُرْآن والحجج.
وَقَوله: {إِنَّه سميع قريب} ظَاهر الْمَعْنى.

قَوْله تَعَالَى: {قل جَاءَ الْحق} أَي: الْقُرْآن، وَقيل: الرَّسُول.
وَقَوله: {وَمَا يبدئ الْبَاطِل} قَالَ قَتَادَة: الْبَاطِل هُوَ الشَّيْطَان هَا هُنَا أَي: مَا يبدئ الشَّيْطَان شَيْئا [ {وَمَا يُعِيد} ] . وَفِي الْآيَة قَول آخر: وَهُوَ أَن الله تَعَالَى يقذف بِالْحَقِّ على الْبَاطِل، فَيذْهب الْبَاطِل وَلَا يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة تبدئ شَيْئا أَو تعيده. وَقيل: الْبَاطِل هُوَ الْأَصْنَام.

{بِالْحَقِّ علام الغيوب (48) قل جَاءَ الْحق وَمَا يبدئ الْبَاطِل وَمَا يُعِيد (49) قل إِن ضللت فَإِنَّمَا أضلّ على نَفسِي وَإِن اهتديت فبمَا يوحي إِلَيّ رَبِّي إِنَّه سميع قريب}

قَوْله: {وَقَالُوا آمنا بِهِ} يَعْنِي: فِي الْقِيَامَة، وَقيل: عِنْد الْمَوْت، وَهُوَ فِي معنى قَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا رَأَوْا بأسنا قَالُوا آمنا بِاللَّه وَحده} .
وَقَوله: {وأنى لَهُم التناوش} قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَكثير من الْمُفَسّرين: التناوش هُوَ التَّنَاوُل قَالَ الشَّاعِر:
(وَهِي تنوش الْحَوْض نوشا من علا
(نوشا بِهِ تقطع) أجواز الفلا)
وَمعنى الْآيَة على هَذَا أَنهم يُرِيدُونَ أَن يتناولوا الْإِيمَان، وَقد بعد عَنْهُم ذَلِك وفاتهم، فَأنى لَهُم ذَلِك. وَقُرِئَ " وأنى لَهُم التناوش " بِالْهَمْز، وَذكر أهل اللُّغَة أَن النئيش هُوَ الْحَرَكَة فِي إبطاء، فَالْمَعْنى على هَذَا أَنه من أَنى لَهُم حركتهم فِيمَا لَا حِيلَة لَهُم فِيهِ. وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: معنى قَوْله: {وأنى لَهُم التناوش} أَنهم يسْأَلُون الرَّد إِلَى الدُّنْيَا، وأنى لَهُم الرَّد.
وَقَوله: {من مَكَان بعيد} أى: من الْآخِرَة إِلَى الدُّنْيَا.

نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 4  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست