[5]- وفي سنة 712 هـ وابن تيمية في مصر بعد محنته وسجنه ثم الإفراج عنه خرج مع السلطان قلاوون للجهاد في سبيل الله [1] .
هذه خلاصة مواقفه من التتار، وأسلوبه في معالجة هذه الفتن العظيمة التي حلت بالمسلمين. وفيها يتبين كيف أن هذا الإمام ذا المواقف المشهودة في مجال العلم والرد على الخصوم وتوضيح الحق للناس، كان إماما في الجهاد، وكان مثالا للشجاعة النادرة وقوة القلب وصدق اليقين بوعد الله في وقت ذهلت فيه قلوب الرجال.
ج-- جهاد النصارى والرافضة:
لم تشر أكثر المصادر إلى دور ابن تيمية في جهاد النصارى، قبل إجلائهم عن الشام نهائيا، إلا أن البزار [2] يذكر في معرض ذكره لقوة قلبه وشجاعته فيقول: " وحدثوا أنهم رأوا منه في فتح عكة أمورا من الشجاعة يعجز الواصف عن وصفها، قالوا: ولقد كان السبب في تملك المسلمين إياها بفعله ومشورته وحسن نظره [3] . وفتح عكا [4] كان سنة 690 هـ فيكون عمر ابن تيمية وقتها قرابة الثلاثين عاما فلا يستبعد أن يشارك في فتحها خاصة وأن ابن كثير قال في أحداث هذه السنة: " وفيها جاء البريد إلى دمشق في مستهل ربيع الأول لتجهيز آلات الحصار لعكا، ونودي في دمشق الغزاة في سبيل الله إلى عكا ... وخرجت العامة والمتطوعة يجرون في العجل، حتى الفقهاء والمدرسين والصلحاء.... " [5] . فمن البعيد أن يتخلف ابن تيمية- والحالة هذهـ مع شغفه بالجهاد في سبيل الله. [1] انظر: البداية والنهاية (14/67) . [2] هو: عمر بن على البزار، كان من أصحاب ابن تيمية، ولد سنة 688 هـ- وتوفي سنة 749 هـ. انظر: ذيل ابن رجب (2/444) ، والرد الوافر (ص: 195) ،، والدرر الكامنة (3/256) . [3] الأعلام العلية. (ص: 68) ، ونقلها عنه في الكراكب (ص: 92) . [4] ويقال عكة، وهي مدينة حصينة على ماحل بكر الثام من عمل الأردن، معجم البلدان (4/143) ، وآثار العباد (ص: 223) ، والروض المعطار (ص: 410) . [5] البداية والنهاية (13/ 0 32) ، وانظر في فتح عكا السلوك (1/763) ، والملحق (ص: 3- 0 1) ، ومختصر أبي الفداء (4/24) ، والأنس الجليل (2/89) ، وتذكرة النبيه (1/137)