نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 405
وقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [1]، وفي هذه الآية دليل واضح على أن الله تعالى يتكلم بكلام يسمع.
ومن السنة: أحاديث؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ... " [2]، وقوله: "بصوت يسمعه " صريح في إثبات الصوت في كلامه تعالى وأنه يُسمع، وفيه بيان البون البعيد بين صفات الخالق وصفات المخلوق إذ أن صوته تعالى يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب بخلاف أصوات المخلوقين، وأما إثبات الحرف ففي قوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: آلم حرف، ولكن: ألف: حرف، ولام: حرف، وميم: حرف" [3].
أما الخلف فإنهم وإن تباينت آراؤهم في الظاهر إلا أنهم في الحقيقة متفقون على إنكار كلام الله تعالى الحقيقي، وأنه لا يتكلم بكلام يسمع، بل بكلام يخلقه في غيره، وينسب إليه على سبيل المجاز، وهو عرض مخلوق [4].
وحقيقة قول هؤلاء أن الله تعالى لم يتكلم إذ لم يقم به كلام، ولا [1] سورة التوبة، الآية (6) [2] رواه البخاري معلقاً، ك: التوحيد، باب: قوله تعالى: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ ... } الآية، (13/461) ورواه: أحمد: المسند (3/ 4495) ، والحاكم: المستدرك (2/ 437 و 4/ 574) مرفوعاً موصولاً. [3] رواه الترمذي: ك: فضائل القرآن، باب: فيمن قرأ حرفاً من القرآن..، ح: 2910 (5/175) وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وانظر: السجزي: مصدر سابق (ص: 154 ـ 155) [4] انظر: الدارمي: الرد على المريسي (ص: 120) ، وابن تيمية: شرح الأصفهانية (ص: 87) ومن كتب القوم: المغني في أبواب العدل والتوحيد (7/ 84) ، وشرح الأصول الخمسة (ص: 528) كلاهما للقاضي عبد الجبار. ومن كتب الأشعرية: البغدادي: أصول الدين (ص: 106 ـ 108) ، والشهرستاني: نهاية الإقدام (ص: 106 و310) ، والبيجوري: تحفة المريد (ص: 86) ،
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 405