نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 34
إن المرض الحقيقي للدولة العلية لم يكن في جيشها الضعيف، ولكن كان في دينها، لقد استشرت العقيدة الماتريدية [1]، في جسد الدولة وكذلك الأشعرية، والتي تعتبر الإنسان مجبوراً على عمله، ليس له فيه اختيار [2]، كما أنها تعتبر العمل ليس شرطاً في الإيمان مما يدعو المسلم إلى الركون إلى الأماني الكاذبة والأوهام البالية. كما أصيبت الدولة العلية كذلك بداء الصوفية، التي تغلغلت في أرجاء الدولة حتى وصلت إلى رأس الدولة العلية [3]. ولا ننكر أن يكون للأدواء الأخرى أثرها، إلا أننا نقول: إن هذا الداء هو أصل كل البلايا التي حلت بالدولة، وما بعده تبع له. وللأسف لم يلتفت أحدٌ للصوت الذي نادى باستلهام الشريعة في الإصلاحات الجديدة، فذهبت كل الإصلاحات أدراج الرياح. [1] نسبة إلى أبي منصور الماتريدي: انظر: بروكلمان: تاريخ الأدب العربي ([4]/41ـ 43) ، ط. دار المعارف ـ مصر. وطاش كبرى زاده: مفتاح السعادة (2/151ـ 152) ط. دار الكتب الحديثة، مصر. [2] سيأتي الكلام على هذه المسائل في موضعها إن شاء الله تعالى [3] انظر: عبد الحميد الثاني: مذكراتي (ص306/ حاشية) ، ومحمد حرب: السلطان عبد الحميد (ص90) . المطلب الثاني: الحياة السياسية في مصر
تعتبر مصر الحديثة ابنة " محمد علي" [4] وأسرته. وقد عاش الشيخ رشيد في مصر في ظل حكم هذه الأسرة. لذا يحسن ـ ونحن نعرض للحالة السياسية في عصر الشيخ رشيد ـ أن نتناول "مصر الحديثة"، ولو بشيء من الاختصار.
مصر بعد الحملة الفرنسية وارتقاء محمد علي لعرشها:
كانت أحوال مصر وظروفها بعد خروج الحملة الفرنسية منها مجالاً [4] انظر ترجمته: جورجي زيدان: تاريخ مصر الحديثة (ص149) وما بعدها.
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 34