responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 114
خلق الله الْعَرْش ثمَّ الْكُرْسِيّ وَأما فِي المركبات فقد انْتَهَت بجوهر النُّبُوَّة وأكملها وأفضلها جَوْهَر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ مَا رُوِيَ إِن أول مَا خلق الله تَعَالَى جَوْهَر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقد وجدت لكل مقَال مجالا وَلكُل مَذْهَب محملًا ومساغا ثمَّ الأولية فِي كل صنف مِنْهَا هَل هِيَ أولية بِالزَّمَانِ أَو أولية بِالْمَكَانِ أَو أولية بِالذَّاتِ أَعنِي الْعلَّة الفاعلية أَو الكمالية فَذَلِك مطلب آخر سهل التَّنَاوُل قريب المأخذ والمجتنى
الْوَجْه الثَّانِي إِن المبادىء تساق إِلَى الكمالات حَتَّى لَو لم يكن كَمَال لم يكن مبدأ كَمَا لَو لم يكن مبدأ لم يكن كَمَال وان المعقولات تظهر بالمحسوسات وكما أَن كَمَال جلال الْحق انما يظْهر بأفعاله وصنائعه وَكَذَلِكَ الْأَمر الْحق انما يظْهر بخلقه وَكَذَلِكَ الْعقل انما يظْهر بِالنَّفسِ وَالنَّفس انما تظهر بالطبيعة والطبيعة إِنَّمَا تظهر بالجسم الْكُلِّي وَكَذَلِكَ جَمِيع الموجودات إِنَّمَا يظْهر بالانسان حَتَّى يكون جِسْمه وطبيعته مظهر الْجِسْم والطبيعة وَنَفسه وعقله مظهر النَّفس وَالْعقل وتسليمه مظهر الْأَمر الْحق فَيظْهر بِهِ جلال الْبَارِي تَعَالَى وإكرامه
وَيصِح ان يُقَال لولاك مَا خلقت الافلاك فَهُوَ الْخُلَاصَة من الخليقة والصفوة من الْبَريَّة وَهُوَ الْكَمَال والغاية والسدرة الْمُنْتَهى وَهُوَ أول ماخلق وَآخر مَا بعث كَمَا ذكره عَلَيْهِ السَّلَام
الْوَجْه الثَّالِث ان الطبيعة المسخرة تُؤثر فِي إعداد الْمَادَّة لقبُول فيض الْأَمر وَالْعقل وَالنَّفس حَتَّى يحصل فِي المركبات باستصفاء العناصر واستخلاص اللّبَاب من الْموَاد وابتلاء الامشاج من المزاج طبقَة بعد طبقَة واستصفاء بعد استصفاء حَتَّى يحصل فِي المركبات الْجُزْئِيَّة شخص فِي مُقَابلَة الْعقل الْكُلِّي بل هُوَ شخص الْعقل أَو عقل الشَّخْص وَذَلِكَ هُوَ نبى زَمَانه فَيكون الْعود بِهِ كَمَا كَانَ البدء اليه فيضاهي صَاحب المبدأ صَاحب الْكَمَال وَتَكون النِّهَايَة هِيَ الرُّجُوع إِلَى

نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست