وعاد به نهج الغواية طامسا ... وقد كان مسلوكا به الناس ترتع
وجرت به نجد ذيول افتخارها ... وحق لها بالألمعي ترفع
فآثاره فيها سوام سوافر ... وأنواره فيها تضيء وتلمع
وأما كتابه المذكور فموضوعه في بيان ما بعث به الله رسله: من توحيد العبادة، وبيانه بالأدلة من الكتاب والسنة، وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبر، أو ينافي كماله الواجب من الشرك الأصغر ونحوه، وما يقرب من ذلك أو يوصل إليه.
وقد تصدى لشرحه حفيد المصنف، وهو الشيخ سليمان بن عبد الله -رحمه الله تعالى-[1] فوضع عليه شرحا أجاد فيه وأفاد، وأبرز فيه من البيان ما يجب أن يطلب منه ويراد، وسماه "تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد".
وحيث أطلق "شيخ الإسلام" فالمراد به أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، و "الحافظ" فالمراد به أحمد بن حجر العسقلاني.
ولما قرأت شرحه رأيته أطنب في مواضع، وفي بعضها تكرار يستغنى بالبعض منه عن الكل ولم يكمله، فأخذت في تهذيبه وتقريبه وتكميله، وربما أدخلت فيه بعض النقول المستحسنة تتميما للفائدة، وسميته "فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد".
وأسأل الله أن ينفع به كل طالب للعلم ومستفيد، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وموصلا من سعى فيه إلى جنات النعيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [1] كان عالما فاضلا بارعا في الحديث والتفسير والفقه, آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر, صادق الاتصال بالله, قتل -رحمه الله- في آخر سنة 1233، وشى به بعض المنافقين إلى إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا بعد دخوله الدرعية واستيلائه عليها, فأحضره إبراهيم، وأظهر بين يديه آلات اللهو والمنكر إغاظة للشيخ, ثم أخرجه إلى المقبرة وأمر العساكر أن يرموه بالرصاص جميعا فمزقوا جسمه -رحمه الله ورضي عنه-. اهـ. (عنوان المجد ج1 ص210) .