الخير يحمده الناس عليه، فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن "[1]. رواه مسلم. انتهى ملخصا. قلت: وتمام هذا المقام يتبين في شرح حديث أبي سعيد إن شاء الله تعالى.
قوله: "وعن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا: " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل " [2]. رواه أحمد".
وروى ابن خزيمة في صحيحه عن محمود بن لبيد قال: " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس، إياكم وشرك السرائر، قالوا: يا رسول الله، وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه، فذلك شرك السرائر " [3].
قوله: "عن أبي سعيد الخدري" وتقدم.
قوله: "الشرك الخفي" سماه خفيا؛ لأن صاحبه يظهر أن عمله لله وقد قصد به غيره، أو شركه فيه بتزيين صلاته لأجله. وعن شداد بن أوس قال: " كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية الكهف.
الثانية: الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيء لغير الله.
الثالثة: ذكر السبب الموجب لذلك وهو كمال الغنى.
الرابعة: أن من الأسباب: أنه تعالى خير الشركاء.
الخامسة: خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الرياء.
السادسة: أنه فسر ذلك بأن يصلي المرء لله لكن يزينها لما يرى من نظر رجل إليه.
الشرك الأصغر " [4]. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص، وابن جرير في التهذيب، والطبراني والحاكم وصححه.
قال ابن القيم: " وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء والتصنع للخلق والحلف بغير الله، وقول الرجل للرجل: ما شاء الله وشئت، وهذا من الله ومنك، وأنا بالله وبك، وما لي [1] مسلم: البر والصلة والآداب (2642) , وابن ماجه: الزهد (4225) , وأحمد (5/156) . [2] صحيح. أحمد (3/ 30) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (1/ 17) وصحيح الجامع (2604) . ورواه أيضا ابن ماجة: كتاب الزهد (240) باب الرياء والسمعة وحسنه البوصيري في الزوائد. [3] صحيح. ابن خزيمة (937) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (1/ 17) . [4] حسن. الطبراني (7160) والحاكم (4/ 329) وصححه ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1/ 18) .