ضلال فلا تلججا فيهما ... فبئست لعمركما الخصلتان
أيرجى علي إمام الهدى ... وعثمان ما اعتدل المرجيان (1)
ويرجى ابن حرب وأشياعه ... وهوج الخوارج بالنهروان (2)
ويرجى الألى نصروا نعثلاً ... بأعلى الخريبة والسامران (3)
يكون أمامهم في المعاد ... خبيث الهوى مؤمن الشيصبان (4)
وهكذا تعرض محارب - ومن كان معه - لهجوم الشيعة في كلا جانبي رأيه وهما: إرجاء علي، إذ كيف يرجى وهو عندهم نبي، كما صرح الأول، أو إمام الهدى الوحيد!!
وإرجاء عثمان، إذ كيف يرجى وهو إمام ضلالة - وكذا معاوية - فالواجب تكفيرهما!!
وعن الشك الذي يظهر في أبيات محارب، وخوفه من لوم الطوائف المعارضة نقول:
إنه لم يسلم من اللوم، بل عرض الحميري ذلك واصفاً له بالضلال، وإن عمى الشك بعد اليقين لضلال حقاً، لكن ليس على ما يرى الحميري.
(1) رواية الأغاني: "ما أعند"، وعليها يكون فيه لحن وما أثبتناه من الزينة
(2) رواية الزينة: "ابن هند"، والمقصود به معاوية رضي الله عنه.
(3) نعثل: لقب تلقب به الشيعة عثمان رضي الله عنه وقبحهم
(4) الظاهر أنه - أخزاه الله - يقصد عثمان رضي الله عنه، والأبيات في الأغاني (7/280) ، والزينة، ص 265- 266.