يقول الشيخ عن أهل السنة والجماعة: إنهم يؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس ويقدمونه، ويؤمنون بأنه أصدق الكلام، وأن هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - خير هدي، فيقدمون كلام الله على كلام غيره، وهدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هدي غيره؛ لذلك سُموا أهل الكتاب والسنة؛ لتقديمهم كتاب الله وسنة رسوله؛ لإيمانهم بأن القرآن هو أصدق الكلام، وأن هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو خير الهدي.
كما جاء في خطبته -عليه الصلاة والسلام- إذ يقول: " إن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها " لذلك سموا أهل الكتاب والسنة، هم أهل الكتاب والسنة؛ لأنهم المستمسكون بهما؛ المُحكِّمُون لهما، الذين لا يقدمون عليهما معقولاً ولا ذوقًا، ولا استحسانًا، لا يقدمون عليهما.
ويسمى أهل السنة أيضًا بأهل الجماعة، فهم أهل السنة والجماعة أهل الكتاب والسنة، وهم أهل السنة والجماعة؛ لأن الجماعة هي الاجتماع، وهم يجتمعون على الحق ويؤمنون بالاجتماع عملاً بقوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [1] ويعملون بالإجماع، إجماع الصحابة -رضي الله عنهم- يقول الشيخ: والإجماع هو الدليل الثالث.
فأصول الأدلة ثلاثة: الكتاب، والسنة، والإجماع. والإجماع في الحقيقة دليل تابع للكتاب والسنة، فهذه أصول الأدلة يقول الشيخ: فأهل السنة والجماعة يَزِنُونَ بهذه الأصول الثلاثة: الكتاب، والسنة، والإجماع، يَزِنُونَ بها كل ما عليه الناس وما يقوله الناس، وما يفعله الناس، يَزِنُونَ به أقوال الناس وأفعالهم وأحوالهم، مما له تعلق بالدين. [1] - سورة آل عمران آية: 103.