وبين الأمن والإياس
بيان كون الإسلام وسطا بين الأمن والإياس، توضيح ذلك الأمن من مكر الله هو عدم الخوف من الله ومن عقوبته فيسترسل في المعاصي ويأمن مغبتها وإثمها وشرها، واليأس من روح الله هو القنوط من رحمة الله، وإساءة الظن بالله، وهو لا يرجو ثواب الله ومغفرته ورحمته بل هو يائس قانط متشائم مسيء الظن بالله عز وجل.
ودين الإسلام يحكم بكفر من يئس من روح الله، قال تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) } والآمن من مكر الله خاسر خسران كفر، قال الله تعالى: {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) } .
والحق الوسط وهو دين الإسلام بين الأمن واليأس وهو أن يكون العبد خائفا من عذاب الله راجيا رحمته، وأن الخوف والرجاء بمنزلة الجناحين للطائر، وأن الخوف والرجاء للعبد بمنزلة الجناحين للطائر في سيره لله -تعالى- والدار الآخرة.
إذن دين الإسلام وسط بين الأمن واليأس، فالأمن ليس من دين الإسلام، واليأس ليس من دين الإسلام. نعم.