وبين التشبيه والتعطيل
دين الإسلام وسط بين التشبيه والتعطيل، توضيح ذلك مثلا المشبه ويتزعمهم داود الجواربي وجماعته وهشام بن الحكم الكندي وهشام بن سالم الجواليقي غلوا في التشبيه فقالوا: سمع الله كسمعنا وبصره كبصرنا، حتى قال داود: إن الله بكى واشتكت عيناه فعادته الملائكة -والعياذ بالله-.
وقابلهم المعطلة من المعتزلة والجهمية بالغوا في التنزيه فعطلوا الله من صفاته وأسمائه، فنفت المعتزلة الصفات، ونفت الجهمية الأسماء والصفات، والحق الوسط مذهب أهل السنة وهو: أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير تشبيه كما تقول المشبهة ومن غير تعطيل كما تقول المعطلة، إثبات من غير غلو وتنزيه من غير غلو، إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل، ومما يرد به على الطائفتين قول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) } فقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} رد على المشبهة، وقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) } رد على المعطلة. نعم.