ولا نخوض في الله، ولا نماري في دين الله
نعم لا نخوض في الله، يعني لا نخوض في ذات الله، في الكيفية كيفية الله كيفية ذاته.
يعني لا يعلمها إلا هو، قال سبحانه: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) } فلا نخوض في ذات الله، ولا نخوض في الكنه، في كنه الصفات، ولا نقول شيئا، طبعا ما كيفية الاستواء؟ ما كيفية العلو؟ ما كيفية العلم؟ ما كيفية السمع؟ ما كيفية البصر؟ ما كيفية المحبة؟، لا يعلمها إلا الله، ولهذا لما قيل للإمام مالك عن الاستواء، قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وهذا يقال في جميع الصفات، فلا نماري فلا نخوض في ذات الله، ولا نخوض في كنه الصفات؛ لأن هذا لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى.
كذلك لا نجادل ولا نخاصم، ولا نورد الشبه في دين الله وشرعه، ولا نعترض على الله في تشريعه ولا في أوامره ولا في نواهيه. نعم، بل نسلم، سلم الأمر لله، نحن عبيد مأمورون، لا نعترض على الله، لا نقول لماذا شرع كذا؟ لماذا كذا وكذا؟ لماذا قطع شرع قطع يد السارق؟ لماذا كان كذا؟ لا نعترض على الله، هذا نحن نعلم أن الله حكيم، وأنه ما شرع شيئا إلا لحكمة، وأنه ما شرع ذلك إلا لما فيه مصلحة، في مصلحة ورحمة للعباد، فنسلم لله، ونعلم أن ربنا حكيم حكيم، فيما يخلق، وحكيم فيما يشرع حكيم فيما يأمر به وينهى عنه، فلا نجادل، ولا نعترض، ولا نورد الشبه نعم.