فإن الله -تعالى- طوى علم القدر عن أنامه
عن أنامه طوى علمه عن أنامه الأنام هم الناس الخلق يعني: طوى الله علم القدر عنهم يعني: أخفاه -سبحانه وتعالى- طوى بمعنى أخفى الإعلام عن الناس أخفاه عنهم، فهذا مما اختص به -سبحانه- فلا يعلم ذلك لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ما يعلموا لماذا؟ الحكمة في خلق هذا وإيجاد هذا وإغناء هذا وإفقار هذا وإضلال هذا وإماتة هذا، هذا يعيش لمدة طويلة، هذا يعيش عمره ستين وهذا سبعين، وهذا مائة يعيش للمائة، وهذا يعيش للمائة وعشرين وهذا يموت وهو ابن أربعين، وهذا يموت وهو ابن ثلاثين وهذا يموت ابن عشرين وهذا يموت ابن عشر سنوات وهذا يموت طفلا وهذا يموت في بطن أمه ما تقول: لماذا؟ ما تقول لم ولا تقول كيف؟ هذا سر الله في خلقه له الحكمة البالغة -سبحانه وتعالى- هذا غني عنده ملايين وهذا فقير لا يجد غداء ولا عشاء، له الحكمة البالغة، هذا عالم كبير وهذا جاهل، له الحكمة البالغة، فلا تسأل فلا تعترض فلا تقل: لم؟ ولا كيف؟ هذا سر الله طواه يعني: أخفاه عن أنامه عن الناس نعم.