فيتذبذب بين الكفر والإيمان والتصديق والتكذيب والإقرار والإنكار موسوسا تائهًا شاكًا لا مؤمنًا مصدقًا ولا جاحدًا مكذبًا
يعني هذا الإنسان الذي يريد أن يعلم أو يصل إلى العلم الذي مُنع منه يبق في حيرة وشك ويتذبذب ويضطرب بين الإيمان وبين الكفر وبين التصديق أو التكذيب وبين الإقرار وبين الإنكار. ويكون موسوسًا تائهًا حائرًا ضالًّا بسبب عدم ثباته وبسبب تجاوزه لحده، فإن الإنسان حده أن يكلم ما أمر ما شرع الله ورسوله، وما أمر الله به بمعرفته من العلم النافع كأن يعلم أسماء الرب وصفاته ومعانيها، ويعلم ما شرعه الله في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم العلم الحلال والحرام والأوامر والنواهي، ويعلم ما يكون في الجزاء في يوم المعاد من أمور البرزخ وأمور الآخرة.
أما الحقائق والكيفية والكُنه فهذا لا يطلبه، فإذا طلبه صار عنده وسوسة، صار موسوسًا تائهًا حائرًا ضالًّا متذبذبًا مضطربًا بين الكفر والإيمان بين التصديق والتكذيب بين الإقرار والإنكار، والواجب على الإنسان أن يقف عند حدِّه وأن يطلب العلم الشرعي، وأن يقف عند حده ولا يطلب العلم الذي منع منه حتى يثبت إيمانه ويرسخ يقينه، ويحقق توحيده وإيمانه بالله ورسول صلى الله عليه وسلم أما إذا تحاوز حده فإنه يبقى بين الشك واليقين، وبين الإقرار والتكذيب، وبين الإيمان والتكذيب موسوسًا تائهًا حائرًا، -نسأل الله السلامة والعافية. نعم.