ولكنه ما إن تشرق شمس الحق ونوره، يتبدد ظلام باطلهم، وينهزم كبرياؤهم، وتدحض حجتهم ويفضح الله أمرهم[1].
بعض الدروس والعبر من دعوة خليل الله إبراهيم عليه السلام:
الدروس والعبر من دعوة إبراهيم عليه السلام كثيرة أكتفي بذكر بعضها:
- الصبر العظيم:
وقد كان هذا أعظم زاد تزود به إبراهيم عليه السلام، وأقوى سلاح تسلح به، حتى كان من أولي العزم من الرسل، فمع عناد قومه وإيذائهم له وردهم لدعوته ومحاربتهم لها، وفي مقدمتهم أبوه، وكانت العداوة منهم جميعاً لإبراهيم عليه السلام على كافة مستوياتهم، ولم يؤمن به أحد منهم، فصبر وصابر وجاهد، وأخبر الله تعالى عنه أنه أمة، قال عز وجل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [2].
- قوة الحجة:
وهي نعمة عظيمة تفضل الله عز وجل بها عليه، فكان كثير ما يناظر قومه فيظهره الله عليهم، قال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ [1] انظر معالم التنزيل للبغوي 1/ 242. [2] الآية (120) من سورة النحل.