وبينا المرء يفتر ثاب يوما ... كما يتروح الغصن المطير
ولكن أعبد الرحمن ربي ... ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احفظوها ... متى ما تحفوظوها لا تبوروا
ترى الأبرار دراهم جنان ... وللكفار حامية سعير
وخزي في الحياة الدنيا وإن يموتوا ... يلاقوا ماتضيق به الصدور1
وأخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن عبد الملك بن عمر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمر بن نفيل بأسفل بلدح[2] قبل أن ينزل عليه الوحي، فقُدِّمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة[3] فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم[4]، ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه، وإن زيد بن عمرو يعيب على قريش ذبائحهم تذبحها على غير اسم الله، إنكارا لذلك وإعظاما له "[5].
1 أبو محمد عبد الملك بن هشام – السيرة النبوية 1/241، 242. [2] بلدح: فتح الباء، وسكون اللام والحاء: اسم موضع قرب مكة. [3] السفرة: طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير، فاستعمل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به كما سميت المزاده راويه وغير ذلك من الأسماء المنقولة، النهاية 2/373. [4] الأنصاب: جمع نصب بضم الصاد وسكونها: حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية ويتخذونه صنما فيعبدونه.
وقيل: هو حجر كانوا ينصبونه ويذبحون عليه فيحمر بالدم. النهاية 5/60. [5] البخاري مع الفتح 7/142، ومسند الإمام أحمد 3/69.