الكعبة عليها يحجونها ويعتمرون إليها "[1].
وأكثر ما كان عليه المشركون قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي مبعثه دعوى الشريك لله تعالى والولد، ولذلك جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تنزه الله تعالى عن هذين الشركين، كقوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} [2].
وكقوله سبحانه: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} [3] وسورة الإخلاص وآيات كثيرة أخرى في كتاب الله تعالى[4].
ولم يقتصر الشرك في جزيرة العرب على الأصنام المشار إليها، وإن كانت هي الكثرة الغالبة عليهم، بل وجدت بينهم ديانات وعبادات أخرى من أشهرها: الصائبة، وهم عبدة الكواكب والنجوم، ولكل جماعة أو قبيلة منهم كوكب يعبدونه ويتقربون إليه ويعتقدون أنها تنفعهم تضرهم.
ومنها ما دب إليها من بلاد الفرس من عبادة المجوس واعتقاد في النار وعبادة لها وأكثر ما كانت في قبيلة تميم، ومعها كذلك تسربت الزندقة [1] أبو المنذر هشام بن الكلبي. الأصنام ص 33. [2] الآية 100 من سورة الأنعام. [3] الآية 111 من سورة الإسراء. [4] انظر كتاب النبوات لابن تيمية ص 28 وما بعدها.