وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [1] أي ما يوحدونني لمعرفة حقي إلا جعلوا معي شريكا من خلقي[2].
وقد بلغت عبادة الأصنام في جزيرة العرب مبلغا لم تبلغه من قبل، فأصنام خاصة وأصنام عامة وأحجار وأشجار وبيوت بل أدخلوها داخل الكعبة وعلقوها عليها وحولها، ومنها هبل الذي كان على صورة إنسان من ذهب داخل الكعبة أمامه القداح وأساف ونائلة وغيرها كثير.
قال ابن الكلبي في كتاب الأصنام: "واستهترت[3] العرب في عبادة الأصنام، فمنهم من اتخذ بيتا، ومنهم من اتخذ صنما، ومن لم يقدر عليه، ولا على بناء بيت نصب حجرا أمام الحرم، وأمام غيره مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت، وسموها الأنصاب، فإذا كانت تماثيل دعوها الأصنام والأوثان، وسموا طوافهم الدوار، فكان الرجل إذا سافر فنزل منزلا أخذ أربعة أحجار فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربا، وجعل ثلاثا أثافي لقدره، وإذا ارتحل تركه، فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك، فكانوا ينحرون ويذبحون عندها ويتقربون إليها وهم مع ذلك عارفون بفضل [1] الآية 106 من سورة يوسف. [2] أبو محمد عبد الملك بن هسام. السيرة النبوية 1/80. [3] الاستهتار بالشيء: الولوع والشغف به، فلان مستهتر بالشراب مولع به، ولا يبالي ما قيل، وكذلك يقال استهتر فلان فهو مستهتر إذا كان كثير الأباطيل.
انظر لسان العرب لابن منظور5/250، وكل ما تقدم فمعناه يصدق على عباد الأصنام.