ثمّ ذكر -رحمه الله- أنّ ما تضمنته هذه الآية الكريمة جاء مبيناً في آيات أخر؛ فذكر عدة آيات في القرآن الكريم، ومنها: قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} [1]؛ فقال -رحمه الله-: "معناه أنّ له الوصف الأكمل الذي هو أعظم الأوصاف وأكملها وأجلها في السموات والأرض. وفي حديث أبي هريرة وأبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله يقول: العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني في واحد منهما أسكنته ناري" 2"[3].
[7] صفة القدرة:
صفة القدرة من الصفات الذايتة. وقد ذكرها الشيخ -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [4]، قال: "أي قادر. وهذه الصفة التي هي صفة القدرة: هي التي يوجد الله جل وعلا بها الممكنات. وهو تعالى قادر على ما يشاء، وما لم يشأ؛ مثال ذلك: انه تعالى شاء إيمان أبي بكر وهدايته، وقد هداه للإيمان، ولم يشأ إيمان أبي جهل، وهو قادر عليه، ولم تتعلق به مشيئته، فلم يوجده. وكلّ صفات الله عزّ وجلّ من الكمال؛ بحيث لو تصور شيء من المبالغة في الصفة فهي فوق ذلك"[5]. [1] سورة الروم، الآية [27] .
2 أخرجه مسلم في صحيحه (4/2023) بلفظ مقارب عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العزة إزاري والكبرياء ردائي، فمن ينازعني عذبته)) .
وأخرجه أبو داود (في سننه 4/350-351) عن أبي هريرة بنحو اللفظ الذي أورده الشيخ، وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عزّ وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار)) .
وكذا أخرجه ابن ماجه (في السنن 2/1397) بلفظ أبي داود إلا أنّ فيه: ((ألقيته في جهنم)) بدل ((قذفته في النار)) . [3] أضواء البيان 7/261. وانظر: المصدر نفسه 5/136. وإبطال التأويلات 1/232. والفتاوى 10/253-254. [4] سورة هود، الآية [4] . [5] معارج الصعود ص44. وانظر: أضواء البيان 2/307. ورحلة الحج ص76. وآداب البحث 2/132. ومنهج ودراسات ص13. وانظر أيضاً: الفتاوى 6/18.