يأتي إنسان فيتحكم في ذلك فيقول: هذا الذي وصفت به نفسك غير لائق بك، وأنا أنفيه عنك بلا مستند منك ولا من رسولك، وآتيك بدله بالوصف اللائق بك؛ فاليد مثلاً التي وصفت بها نفسك لا تليق بك لدلالتها على التشبيه بالجارحة، وأنا انفيها باتاً وأبدلها لك بوصف لائق بك وهو النعمة أو القدرة مثلاً، "أو الجود" [1].
وهكذا نلاحظ القوة التي يمتاز بها الشيخ -رحمه الله- في إيضاح الحق ودمغ الباطل، ففيها من الغيرة على الحق ومحاربة الباطل مايجعلها قارعة على رؤوس المعطلين.
إشكال، وتوضيحه:
أورد الشيخ الأمين -رحمه الله- قضية قد تشكل على بعض الناس. ومضمونها: أن القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع السلف دل على أن الله متصف بأن له يدين –بالتثنية-. وكذلك أجمعوا على أن الله لايوصف بصفة الأيدي –بالجمع-. مع أن الله وصف نفسه بذلك، فقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} [2].
فلماذا أجمع السلف على تقديم آية {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} [3] على آية {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} ؟ [4].
وقد أجاب الشيخ -رحمه الله- عن هذا السؤال: أنه لا تعارض ولا إشكال بين الآيتين، وأن صيغ الجموع لها معنيان. وقد بين -رحمه الله- هذه المعاني [1] أضواء البيان 7/446. [2] سورة يس، الآية [71] .
وانظر: كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حول هذا المعنى ((في الرسالة المدنية ص49)) . [3] سورة ص، الآية [75] . [4] انظر: أضواء البيان 7/463.