لمنهج الوحي، وسلوكه مسلك السلف، ولذلك جاء تقريره للمذهب الحق المستند إلى الدليل في غاية القوة والبيان.
موقف الشيخ الأمين -رحمه الله- ممن تأول هذه الصفة:
أوَّل المتكلمون هذه الصفة كدأبهم في تحريف الصفات التي لا تنطبق مع أقسيتهم وعقولهم، فعدوها من المتشابه؛ فأولتها المعتزلة بمعنى القوة أو النعمة[1]، وقال متأخرو الأشاعرة: هي بمعنى القدرة[2]. أما متقدمو الأشاعرة فأثبتوها صفة لله تعالى على مايليق بجلاله كما هو معتقد السلف[3].
وقد رد الشيخ الأمين -رحمه الله- على من تأول هذه الصفة
الكريمة، مظهراً زيف دعواهم، ومبيناً أن إثبات هذه الصفة على ما يليق بالله لا يأباه إلا ذوو القلوب المريضة بالتشبيه؛ فقال: "ولا يصح هنا تأويل اليد بالقدرة البتة؛ لإجماع أهل الحق والباطل كلهم على أنه لا يجوز تثنية القدرة. ولا يخطر في ذهن المسلم المراجع عقله دخول الجارحة التي هي عظم ولحم ودم في معنى هذا اللفظ الدال على هذه الصفة العظيمة من صفات خالق السموات والأرض" [4].
ثم ذكر -رحمه الله- شبههم التي يتعلقون بها، ورد عليها، وبين اللوازم التي تلزم هذا القول؛ فقال: "فاعلم أيها المدعي أن ظاهر لفظ اليد في الآية [1] شرح الأصول الخمسة ص228. [2] مشكل الحديث ص243. وأصول الدين ص110، والإرشاد ص146. والمواقف. [3] أصول الدين ص111. [4] أضواء البيان 7/445. وانظر: رحلة الحج ص84.