صفة تأثير كالقدرة في قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} [1]؛ فتصريحه تعالى بأنه خلق نبيه آدم بهذه الصفة العظيمة التي هي من صفات كماله وجلاله يدل على أنها من صفات التأثير كما ترى" [2].
وهذا الكلام من الشيخ الأمين -رحمه الله- هو معتقد السلف جميعاً في صفة اليدين لله سبحانه وتعالى على الحقيقة كما يليق بجلاله، وأنها لا تشابه يدي المخلوق كما أن ذات الله سبحانه وتعالى لا تشابه ذات المخلوق.
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله-: "نحن نقول: الله جل وعلا له يدان كما أعلمنا الخالق البارئ في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم, ونقول: كلتا يدي ربنا عز وجل يمين" [3].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وقد تواتر في السنة مجئ اليد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم, فالمفهوم من هذا الكلام أن لله تعالى يدين مختصتين به ذاتيتان له كما يليق بجلاله، وأنه سبحانه خلق آدم بيده دون الملائكة وإبليس، وأنه سبحانه يقبض الأرض ويطوي السموات بيده اليمنى، وأن يديه مبسوطتان. ومعنى بسطهما بذل الجود وسعة الإعطاء"[4].
وهكذا نرى أن تناول الشيخ -رحمه الله- لهذه الصفة ينطلق من اتباعه [1] سورة ص، الآية [75] . [2] أضواء البيان 7/444- 445. وانظر: رحلة الحج ص79. [3] التوحيد لابن خزيمة 1/193. [4] الرسالة المدنية ص45.