[2] صفة الكلام:
الكلام من صفات الله الثابتة على ما يليق بجلاله سبحانه. وهو صفة ذاتية باعتبار نوع الكلام، وصفة فعل لتعلقه بمشيئة الله باعتبار أفراد الكلام[1].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله عزّ وجلّ يوم القيامة: يا آدم. فيقول: لبيك ربنا وسعديك؟ فينادي بصوت: إنّ الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار" [2].
فهو سبحانه وتعالى لم يزل متكلماً إذا شاء، ومتى شاء، وكيف شاء. وهو متكلم بصوت يسمع[3]؛ يُسمعه من شاء من خلقه؛ سمعه موسى عليه السلام من غير واسطة، وسمعه من أذن له من ملائكته ورسله. وهو سبحانه وتعالى يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه.
هذا معتقد سلف الأمة في صفة كلام الله سبحانه وتعالى. وهو ما قرره الشيخ الأمين –رحمه الله-، وبينه خير بيان؛ فقد قال -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [4]: "هذه الآية الكريمة من سورة براءة نص صريح في أنّ هذا الذي نقرؤه ونتلوه هو بعينه كلام الله؛ فالصوت صوت القاري، والكلام كلام الباري؛ لأن الله صرح أنّ هذا المشرك المستجير يسمع كلام الله يتلوه عليه نبيّ الله صلى الله عليه وسلم. [1] انظر: الفتاوى لشيخ الإسلام 6/219. وانظر أيضاً: الصفات الإلهية للدكتور محمد أمان ص262. [2] أخرجه البخاري في الصحيح 5/241. ومسلم في الصحيح 1/201. [3] انظر: شرح العقيدة الطحاوية ص180. [4] سورة التوية، الآية [6] .