العراق) [1].
وبهذه الإلزامات التي ساقها الشيخ الأمين -رحمه الله- برهن على صحة حكمه في المؤولة بأنهم سلكوا مسلك اليهود في تحريف كلام الله تعالى، ومعارضته. فليس كلامه -رحمه الله- مجرد دعوى يلقيها على عواهنها، بل ضمّن ذلك أمثلة من القرآن الكريم ليتضح وجه الشبه بين اليهود والمؤولة.
ثمّ يناقش الشيخ -رحمه الله- هؤلاء المؤولة في صميم تأويلهم، فيطرح عليهم عدة أسئلة ينسف من خلالها تأويلهم الباطل؛ إذ هذه الأسئلة لا تحتمل إلا إجابة واحدة لا يستطيع المؤولة أن يقولوا بها. وهذه الأسئلة التي يطرحها الشيخ -رحمه الله- هي من لوازم قولهم الشنيع في تأويل صفة استواء الربّ سبحانه وتعالى؛ فيقول -رحمه الله-: (هل كان أحد يغالب الله على عرشه حتى غلبه على العرش واستولى عليه وهل يوجد شيء إلا والله مستولٍ عليه؟ فالله مستولٍ على كل شيء وهل يجوز أن يقال إنه تعالى استولى على كلّ شيء غير العرش؟ فافهم) [2].
وهكذا يُظهر الشيخ -رحمه الله- شناعة هذا القول، وما يلزم عليه من لوازم كفرية إن اعتقدها المؤول، كلّ ذلك بأسلوب مقنع يُظهر فظاعة قول المؤولة الذين قالوا على الله بغير علم. [1] أضواء البيان 7/452- 454.
ولله درّ العلامة ابن القيم -رحمه الله- حيث يقول:
أمر اليهود بأن يقولوا حطة
فأبوا، وقالوا حنطة لهوان
وكذلك الجهمي قيل له استوى
فأبى وزاد الحرف للنقصان
قال استوى استولى وذا من
جهله لغة وعقلا ماهما سيان
نون اليهود ولام جهميّ هما
في وحي ربّ العرش زائدتان
(انظر: المقاصد وتصحيح القواعد لأحمد بن عيسى ص26) . [2] أضواء البيان 7/454.