responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 365
يلحق البشر لا يستحق أن يعبد، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} [1]، وقال أبو بكر رضي الله عنه في خطبته لما مات النبي صلى الله عليه وسلم:""أمَّا بعد، فمن كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم قد مات، ومن كان يعبد الله فإنَّ الله حي لا يموت " [2]. فالعبادة والذل والخضوع حق لله سبحانه وتعالى لا يصرف لأيِّ أحد من البشر كائناً من كان، كما قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [3].
لكن بسبب انتشار الضلال وكثرة الجهل، ودروس الدين وعدم فهمه، تمادى أقوام في الغلو والإطراء حتى صرفوا العبادة لغير الله من الأنبياء والصالحين وغيرهم.
" وأنا تارك فيكم الثقلين " فنصح النبي صلى الله عليه وسلم أمته حياً وميتاً، في حياته بذل وسعه وجاهد في الله حق جهاده وبلَّغ البلاغ المبين، ولما شعر بدنو أجله نصح أمته هذه النصيحة البالغة.
" أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور " ولهذا من ابتغى الهدى ومعرفة الخير وإصابته والوقوف عليه فهو في كتاب الله، كما قال تبارك وتعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} [4]، ومن أراد النور والضياء وإبصار الطريق ومعرفة الحق، فهو في كتاب الله، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [5]، ومن التمس الهدى والنور في غير كتاب الله جل وعلا ضل.
" من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن تركه وأخطأه كان على

[1] الآية 58 من سورة الفرقان.
[2] أخرجه البخاري " رقم 1442 "
[3] الآية 18 من سورة الجن.
[4] الآية 123 من سورة طه.
[5] الآية 52 من سورة الشورى.
نام کتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست