إلى دون ما كان عليه في الجاهلية.
قال الأصمعي: الشعر إذا أدخلته في باب
الخير لان - أي ضعف - ألا ترى أن حسان بن ثابت كان عَلا في الجاهلية
والإسلام؛ فلما دخل شعره في باب الخير من مراثي النبي - صلى الله عليه وسلم - وحمزة وجعفر رضوان الله عليهما وغيرهما لأن شعره..
وطريق الشعر هو طريق شعر الفحول، مثل امرئ القيس وزهير والنابغة.
صفات الديار والترجل والهجاء والمديح والتشبيب بالنساء وصفة الخمر والخيل والحروب والافتخار، فإذا أدخلته في باب الخير لان. انتهى.
على أن شعر اليهود والنصارى بهان متميزاً في الرواية فإن لم يكن وقع
إلينا فذلك لسقوط الرواية وضياع الكتب لا لضياع الشعر في نفسه بإهمال
المسلمين.
وقد ضاعت معانٍ كثيرة من عادات الجاهلية وأعمالها مما أبطله
الإسلام أو لم يبطله، ومع ذلك أدَّاها الشعر ولم يتحرج العلماء من - روايته؛ وهذا ابن قتيبة يقول في كتاب " الميسر والقداح": إن الميسر أمر من الجاهلية قطعه الله بالإسلام، فلم يبق عند الأعراب إلا النبذ اليسير منه، وعند علمائنا إلا ما أدى - إليهم الشعر القديم.
وقد كتب الجاحظ فيما روى قال: "أدركت رواة المسجديين والمربذيين
ومن لم يرو أشعار المجانين ولصوص الأعراب ونسيبَ الأعراب والأرجازَ
الأعرابية القصار وأشعارَ اليهود فإنهم كانوا لا يعدونه من الرواة، فهذا نص على أن رواية شعر اليهود كانت في الإسلام باباً خاصاً من أبواب الرواية ونوعاً متميزاً من طرائف الشعر.
وللإمام المَرزُباني كتاب قالوا إنه في أكثر من خمسة آلاف ورقة، كسره
على اثني عشر باباً منها باب خاص بديانات الشعراء في أشعارهم ومنهم اليهود والنصارى.
"إن أستاذ "الجامعة ليعلم علماً لا يدخله الشك الذي يتباهى به. . . أن كتب
السلف لم تنته إلينا بجملتها، ولا انتهى أكثرها، ولا ما يقال فيه إنه كثير، وأن الرواية لم تتأدَّ إلينا بما كانت تحمل من ذلك العلم المستطيل من الأشعار
والأخبار والنقد، فكيف يجوز له أن يحكم على شعر الجاهلية بأنه موضوع أو
محمول على أهله، أو الكثرة المطلقة منه موضوعة محمولة، وهو لا يروي هذا