responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 391
ينتمي إليها الخليل نفسه. وبهذا المعنى جاءت كلمة "عبيرو" التي عثر عليها في النصوص المصرية والتي تعود إلى القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد، ويعترف جورج بوست في مصنفه "قاموس الكتاب المقدس" بأن لقب إبرام بالعبراني لم يقصد به الإسرائيلي وإنما يمكن تأويله على تعبيره بإبرام السائح أو المهاجر[1]؛ فقد عثر في تل العمارنة بمصر على ست رسائل من أحد ملوك منطقة أورشليم الكنعانية اسمه "عبد خيبا" موجهة إلى فرعون مصر أمنوفيس الرابع يتكلم فيها عن "العبيرو" الذين اجتاحوا بلاده. ولما كانت أرض فلسطين في هذا الدور محمية مصرية فإن "عبد خيبا" يقول في رسائله: لم يبق في أرض مولاي الملك شيء.. نهب "العبيرو" كل البلاد من سيد الملك.. البلاد وقعا في أيدى "العبيرو". ومن الواضح هنا أنه يمكن أن يكون "العبيرو" الذين ورد ذكرهم في هذه الرسائل هم اليهود. وهكذا في التوراة حين تصف إبراهيم الخليل بالعبراني تساير واقع الحال باعتباره من قبائل الخبيرو "العبيرو" التي ينتمى إليها، أي القبائل الأرامية، قبل أن يكون لليهود وجود بعد. ويؤيد ذلك المستشرق توردارسون، أستاذ اللاهوت في جامعة أيسلندا، فيرى أن إبراهام شبه بدوي ينتمي إلى القبائل القديمة المسماة بالعبيرو ولعله ينحدر من هذا العرق القبائلي نفسه[2]، فقد عاش إبراهيم في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، أي في زمن يسبق عهد موسى بسبعمائة عام. وقد ظلت هذه التسمية، أي تسمية عبري وعبراني، تطلق على الجماعات من القبائل النازحة من البادية ومن جهة فلسطين إلى مصر وعلى هذا الأساس صار المصريون يسمون الإسرائليين بالعبرانيين باعتبارهم من تلك الجماعات البدوية[3].

[1] يلاحظ أن هذه العبارة قد حذفت من الطبعة الجديدة لقاموس الكتاب المقدس لعام 1971، بل وأكثر من ذلك حذفت جميع الدراسات العملية التي قام بها العلامة جورج بوست ليوضع مكانها، خلافا لما جاء في المقدمة -ما يؤكد ربط اليهود بعصر إبراهيم الخليل واعتبار كلمة عبرانيين شاملة لكل أدوار اليهود التاريخية التي تبدأ بإبراهيم الخليل وفقا للتقاليد اليهودية التي تعتبره جد اليهود، ويلاحظ أيضا أن هذا القاموس الجديد يدعم النظرية الصهيونية الحديثة التي تعتبر جميع الأسماء الواردة في التوراة من أسماء أشخاص وأماكن عبرية أي يهودية بقصد إرجاعها إلى عهد العبريين "العبيرو" عن طريق الاستغلال في ذلك الخلط بين العبري واليهودية الذى سار عليه في وقت متأخر للتمويه. إن العبرية القديمة هي في الحقيقة لغة عهد "العبيرو" أي الكنعانيين؛ لأن العبرية بمعنى اليهودية متأخرة ولم تكن قد وجدت في ذلك العهد القديم. من ملاحظات -د. سوسة في كتابه السابق.
[2] انظر ما تقدم عن الأخلامو والخبيرو في بحث الآراميين في الفصل الأول.
[3] دائرة المعارف البريطانية 1925، م1، ص45.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست