نام کتاب : بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 14
وخالقا للشّر وهو الظلمة، لا يسوون الظلمة بالنّور، فالنّور عندهم هو الأصل، والظلمة حادثة، وهم متفقون على أنّ النّور خيرٌ من الظلمة. وكذلك النّصارى القائلون بالتثليث، لم يثبتوا للعالم ثلاثة أرباب منفصل بعضهم عن بعض، بل هم متفقون على أنّ خالق العالم واحد، ويقولون: إنّ الأب هو الإله الأكبر.
والحاصل أنّ إثبات توحيد الربوبيّة محلّ وفاق، والشرك فيه قليل، ولكن الإقرار به وحده لا يكفي العبد في حصول الإسلام، بل لا بدّ مع ذلك أن يأتي بلازمه، وهو: توحيد الإلهيّة، فإنّ الأمم الكفرية كانت تقرّ بتوحيد الربوبيّة، خصوصا مشركي العرب الذين بعث فيهم خاتم الرّسل صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا بهذا مسلمين لمّا لم يأتوا بتوحيد الإلهيّة، والمستقرئ لآيات القرآن الكريم يجد أنّها تطالب بتوحيد الإلهيّة، وتستدل عليه بتوحيد الربوبيّة، فهي تطالب المشركين بما جحدوه وتستدل عليه بما أثبتوه. فهي تأمر بتوحيد العبادة، وتخبر عن إقرارهم بتوحيد الربوبيّة، فتذكر توحيد العبادة في سياق الطلب، وتوحيد الربوبيّة في سياق الخبر.
وأوّل أمرٍ جاء في المصحف هو قوله تعالى:
نام کتاب : بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 14