وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَراءَ ذَلِكَ مِن الإِيمانِ حَبةُ خَرْدَل» [1] .
وقال: «سَيَكُونُ في آخِرِ أمتي أناس يُحَدثُونَكُم مَا لَمْ تَسْمَعوا أَنتُم ولا آباؤُكُم، فَإِياكُم وَإِياهُم» [2] .
وأَهل السنة والجماعة يعرفون البدعة: بأَنها ما استحدِثَ بعد النَّبي- صلى الله عليه وآله وسلم- من الأَهواء، وما ابتُدعَ من الدِّين بعد الكمال، وهي كل أَمرٍ لم يأتِ على فعله دليل شَرعي من الكتاب والسُّنَّة، وهي أَيضا ما أُحْدِثَ في الدين من طريقة تضاهي الشريعة بقصد التعَبد والتقَرب إِلى الله ولذا فالبدعة تقابل السُّنة، غير أَن السُّنة هدى والبدعة ضلاَل.
والبدعة: عندهم نوعان؛ نوع شرك وكفر، ونوع معصية منافية لكمال التوحيد. والبدعة وسيلة من وسائل الشرك، وهي قصد عبادة الله تعالى بغير ما شرع به، والوسائل لها حكم المقاصد، وكلُّ ذريعة إِلى الشرك في عبادة الله أَو الابتداع في الدِّين يجب سدها؛ لأَن الدِّين قد اكتمل، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: [3]] [3] . [1] صحيح سنن أبي داود: للألباني. [2] رواه مسلم. [3] سورة المائدة: الآية، 3.