وأَهل السُّنة والجماعة: يصدقون بأن في الدنيا سحرا وسحرة [1] قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ} [يونس: 80] [2] وقال: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 116] [3] وقال: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102] [4] .
إلا أنهم لا يضرون أحدا إلا بإذن الله، قال تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} [البقرة: 102] [5] . [1] قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: (السحر: عُقَد ورقى وكلام، يتكلم به، أو يكتبه، أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور، أو قلبه، أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة فمنه ما يقتل وما يمرض، وما يأخذ الرجل عن امرأته؛ فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وما يُبَغض أحدهما إلى الآخر، أو يُحببُ اثنين، وهذا قول الشافعي. . . وقال: إِذا ثبت هذا فإِن تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافا بين أهل العلم، قال أصحابنا: ويكفر الساحر؛ بتعلمه وفعله سواء اعتقد تحريمه أو إِباحته. . ثم قال عن حقيقة السحر: ولولا أن السحر له حقيقة لما أمر الله تعالى بالاستعاذة منه، قال تعالى: (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) إِلى قوله: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) سورة البقرة: الآية، 102) . انظر: " المغني "، ج 8، ص150- 151. [2] سورة يونس: الآية، 80. [3] سورة الأعراف: الآية، 116. [4] سورة البقرة: الآية، 102. [5] سورة البقرة: الآية، 102.