نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 160
داود وسيلمان، أو نبيًا مثل إبراهيم وموسى، بلغ بهذا التبكيت إلى مداه بتصميم وحماس وشجاعة، كما فعل محمد. فكل خرق للشريعة أو القانون إثم وخطيئة، ولكن الوثنية هي أم الخطايا وأصلها[1]. فنحن نأثم في حق الله إذا أحببنا شيئًا أكثر من حبنا إياه، ولكن عبادة أي شخص أو كائن آخر إلى جانب الله، تعتبر كفرًا. إن جميع العالمين لله قاموا بإنزال العقوبة على مرتكبي الخطايا من جيرانهم وشعويهم، ولكن لم يفعلوا ذلك على نطاق العالم كله كما فعل محمد، إذ لم يقتصر عمله فقط على اقتلاع الوثنية من شبه الجزيرة العربية أثناء حياته، بل قام بإرسال مبعوثين إلى كسرى أبرويز وهرقل، وهما حاكمان لأعظم إمبراطوريتين "فارس وروما"، وإلى ملك أثيوبيا، وحاكم مصر، والعديد من الملوك والأمراء الآخرين، يدعوهم إلى اعتناق دين الإسلام ونبذ الكفر والعقائد الباطلة.
وبدأ هذا التبكيت من محمد بتبليغ كلمة الله كما تلقاها، أي بترتيل آيات من القرآن، ثم بالوعظ والتعليم وممارسة الدين الحقيقي، ولكن عندما عارضته قوى الظلام والكفر بالسلاح، استل سيفه وعاقب العدو الكافر. وكان ذلك تنفيذًا لأمر الله "سفر دانيال: 7". وقد منح الله لمحمد القوة، والسلطان لتأسيس مملكة الله "الملكوت الموعود"، وليصبح أول أمير وقائد عام لها، تحت سلطة ملك الملوك ورب الأرباب "الله" ...
والعلامة الأخيرة، وليست أقل العلامات قيمة للبرقليط هي أنه: "لا يتكلم من نفسه، بل بكل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية" "يوحنا 16: 13".
ولا يوجد شيء أو كلمة أو تعليق من محمد وأصحابه الطاهرين ضمن نصوص القرآن الكريم. فكل محتوياته من كلام الله المنزل، إذ كان محمد ينطق بكلمة الله كما سمعها من جبريل. وكانت تدون على يد كتبة الوحي الأمناء، وكلمات الرسول وأقواله وتعاليمه على قداستها ورفعة قدرها ليست من كلام الله، ولذلك فهي تدعى بالأحاديث. [1] {إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48، 116] .
نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 160