نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي جلد : 2 صفحه : 1287
حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [1]، وهذه الوصية تكون لغير الوراثين كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا وصية لوارث" [2]، إذ الغرض منها هو تعميم المال على أكبر قدر ممكن من الناس, حتى وإن بعدوا عن نسب الميت, وكانت هذه الوصية لغير الوارث الحقيقي معمولًا بها وواجبة التنفيذ, وقد نسخ وجوبها فهي مستحبَّة, وفيها إيصال خير الشخص المتوفى إلى من لا يرثه شرعًا بعد وفاته من أقربائه أو غيرهم فيدعون له, ويذكرونه بالثناء والترحم, ويكون قدوة في هذا العمل الخيري ومشجعًا لغيره عليه, فهذه الوصية خير نَدَبَ إليها الإسلام ورغَّب فيها, بخلاف ما لو وصَّى بمحرَّم, فإن وصيته باطلة وعليه الإثم كمن يوصي بإقامة حفلات الطرب, وبناء مساكن الدعارة, ونحو ذلك من المحرَّمات, وكذلك الوصايا الخرافية، كمن يوصي بماله أن يبنى منه قبَّة على قبره, أو على قبر غيره, أو ينحت له تمثالًا, أو توقد على قبره الشموع، أو الوصية للقراء على قبره بمال عند كل ختم للقرآن, أو الوصية بماله لحيّان من الحيوانات, وغير ذلك, التي لا تعود بالنفع على المحتاجين أو أجر لصاحبها فيها.
وأمر جل وعلا بالتعاون والتكافل على وجوه الخير, وحرَّم التعاون على الإثم والعدوان, كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [3]. [1] سورة البقرة، الآية: 180. [2] البخاري "باب لا وصية لوراث" ج3، ص1008. [3] سورة المائدة، الآية:2.
نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي جلد : 2 صفحه : 1287