responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي    جلد : 2  صفحه : 1280
المسألة السادسة: الصدقات
فالصدقات نوع من أنواع التكافل, ومظهر أخلاقي رفيع, وتعويد للنفس على الكرم ومحاسن الأخلاق, وهي سد لجانب من جوانب الحاجة للغير, وينبغي للمسلم أن يتصدَّق بأي شيء مهما كانت قلته, فإن الجود أن تجود بالموجود, وعلى الآخِذِ أن لا يزدريها, بل يدعو للمتصدق, فإن في هذا تطييبًا لنفسه وتشجيعًا له على البذل, ويحصل عكس هذا فيما لو أظهر الازدراء لها, ولهذا فإن كثيرًا من الناس يمنعه الحياء أن يتصدق بالقليل؛ لعدم استطاعته التصدق بالكثير, فيفوت على نفسه هذه الصفة الطيبة، قال المتنبي:
أورق بخير ترجي للنوال فما ... ترجى الثمار إذا لم يورق العود
وقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يتصدق أحدهم حسب ما يجده, مهما كان قليلًا, وكان المنافقون يهزأون ممن يأتي بالقليل, فأنزل الله تعالى توبيخًا لهم واستحسانًا لما يفعله أولئك الأبرار, قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [1].
وقال تعالى في شأن الصدقات: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [2].

[1] سورة التوبة، الآية: 79.
[2] سورة المزمل، الآية: 20.
نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي    جلد : 2  صفحه : 1280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست