نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي جلد : 2 صفحه : 1277
ومالك, دُلَّني على السوق[1]، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرشد من يسأل الناس إلى أن يتوجه إلى العمل ولو بالاحتطاب, فقد جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأال، فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- عمَّا إذا كان يملك شيئًا, فأخبره السائل أنه لا يملك إلّا قدحًا يشربون به, قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- جئني به, فلمَّا جاء به رفعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: "من يشتري هذا" فوصلت قيمته درهمين, فباعه وأعطي الرجل درهمًا, وأمره أن يصلح به شأن بيته, وأمره أن يأخذ الدرهم الآخر ويشتري به فأسًا فيحتطب به ويبيعه, ففعل الرجل ذلك فأغناه الله, فأخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ ذلك خير له من أن يتكفَّف الناس أعطوه أو منعوه[2]، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه أن اليد العليا خير من اليد السفلى[2]، وأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف[4].
وهو تنبيه من الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمسلم أن لا يذل نفسه لسؤال الناس والركون إليهم والإخلاد إلى الكسل والخمول, وتفويت المجتمع خدمته, والاستفادة منه كعضو عامل في بناء الحياة السعيدة, والإسهام في التكافل الاقتصادي, ولهذا يقول الناس في أمثالهم: "لا تغديني سمكًا ولكن علمني كيف أصطاده", فالعمل والاحتيال لطلب الرزق أمر مشروع, وتركهما هو الطريق المذموم الذي يؤدي إلى زيادة الفقر وارتفاع نسبة البطالة في المجتمع الذي يتصف بهما. [1] انظر "الآحاد والمثاني" ج3، ص388، "ورجال حول الرسول" ص643. [2] مجمع الزوائد ج3، ص94.
3 تقدم تخريجه. [4] السنن الكبرى ج6، ص160.
نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي جلد : 2 صفحه : 1277