نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي جلد : 2 صفحه : 1271
وفريضة الزكاة هذه التي أوجبها الله في مال الأغنياء هي قدر معلوم يجب إخراجه عندما يصل المال إلى أن يحتمل إخراج الزكاة منه, ويكون قد حال عليه الحول وهو غير محتاج إليه لضرورة, وقد ذكر الله -عز وجل- الزكاة في تسع وعشرين آية, وقد أخطأ بعض الناس وأطلق عليه تسمية ضريبة, ولا شك أن الفرق شاسع بين الضريبة وبين المال الذي يخرج من أجل الزكاة؛ لأن الزكاة عبادة وعد الله عليها بالثواب بخلاف الضريبة فإنها تؤخذ كرهًا، وهذا المال الذي يؤخذ من الأغنياء يُرَدُّ على الفقراء والمساكين, وأصحاب الديون المعسرين, والعتق قديمًا, وأبناء السبيل, والقائمين على جباية الزكاة, يأخذها هؤلاء من بيت مال المسلمين بعد أن توضع فيه, ومن الطبيعي أنه وإن كان لا يحس صاحب المال بمنَّته على أحد, ولا يشعر الفقير بذل سؤال الغني, لكنها في نفس الوقت فيها حثٌّ للجميع على العمل والإنتاج, فما يأخذ الفقير إنما هو دفعة لينشط للكسب والعمل, لا لتكون مصدر عيشه دائمًا، وهي كذلك تجعل الغني يشعر بأنه قدَّم لإخوته المحتاجين ما ينفعهم, وقد بينت الشريعة تفاصيل هذا الجانب الهامّ من شعائر الإسلام, وفي الفقه الإسلامي تفاصيل لكل ما يحتاجه المسلم لمعرفة كل تفاصيل هذه العبادة, وقد جاء في القرآن الكريم التهديد الشديد لمن يكنزون الذهب والفضة الزائدة عن حاجتهم ولا يؤدون زكاتها بخلًا أو جحدًا لوجوب الزكاة, بينما النظم الجاهلية الرأسمالية لا ترى أيّ جرح في تكديس الأموال في يد شخص أو شركة مهما كان حال أولئك, فإن الرأسمالية لا تنظر إلّا إلى كيفية جمع المال بكل طريقة مشروعة, أو غير مشروعة, الحلال ما حلَّ في أيديهم, والحرام ما حرموا منه كما, أن إيجاب الزكاة في الأموال يلاحظ فيه أيضًا جانبًا آخر وهو ضمان عدم تكدس الأموال في فئة خاصة كي لا تطغى
نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي جلد : 2 صفحه : 1271