responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الخالق    جلد : 1  صفحه : 23
العدو، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. أي شجرة ينوطون بها أسلحتهم. فقال لهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (قلتم والذي نفسي بيده كما قال بنو إسرائيل لموسى: (اجعل لنا إلهًا كما لهمءَالِهَةٌ. .) [رواه الإمام أحمد في مسنده] (5/218) والترمذي في (سننه ـ 6/407 و408 ـ تحفة) وقال: حديث حسن صحيح، قلت: وإسناده صحيح كما قال، ورجاله رجال الستة غير سنان بن أبي سنان فلم يرو له أبو داود وابن ماجة) ، فبين ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن هذا من عمل المشركين، وأن مشابهتهم في هذا شرك بالله ـ تبارك وتعالى ـ إذ طلب البركة والنصر من غير الله ـ عز وجل ـ شرك به تعالى.
10 ـ والأدلة السابقة كلها لبيان أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كان ليسمح بتاتًا بخدش الأصل الأصيل في الإسلام، وهو توحيد الله ـ عز وجل ـ والقول عليه بلا علم. وأخذ الهداية من غيره سبحانه وتعالى، وغير رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
11 ـ وقد سدَّ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه باب العرافة والكهانة وادعاء علم الغيب، وأخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن مدعي ذلك كافر، وأن من صدَّق عرافًا أو كاهنًا فقد كفر بما أنزل على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد سئل ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن العرافين فقال: [ليسوا بشيء] هكذا بنفي قيمتهم وتحقيرهم، فقال له أصحابه رضوان الله عليهم: ولكنهم يخبروننا أحيانًا بالأمر، فيكون كما قالوا، فأخبرهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الشياطين تركب بعضها بعضًا وتصل إلى العنان، وتسمع الملائكة تتكلم بالأمر من أمر الله تعالى، فيتعلمونه منهم، فيرسل الله عليهم الشهب، فيلحقهم الشهاب أحيانًا فيحرقهم، وأحيانًا يلقون الكلمة إلى من هو أسفل منهم قبل الشهاب، فيكذب الشيطان مع هذه الكلمة مئة كذبة، فلذلك يصدق أولياء الشياطين من الإنس مرة، ولكنهم يكذبون كثيرًا (رواه مسلم في صحيحه 14/225 ـ نووي) ولفظه: قالت عائشة: سأل أناس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الكهان، فقال لهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: [ليسوا بشيء] . قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحيانًا الشيء يكون حقًا؟ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مئة كذبة) ، وأما صعود الشياطين إلى السماء لاستراق السمع، وقذفهم بالشهب فقد ورد في حديث آخر رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه، منها كتاب التفسير (9/452 ـ فتح) عن أبي هريرة، وعزاه ابن كثير إلى أبي داود والترمذي وابن ماجة أيضًا. كما ورد مثله في حديث رواه مسلم في صحيحه (7/36 و37 ـ نووي) وأحمد وغيرهما عن ابن عباس عن رجل من الأنصار) .

نام کتاب : الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الخالق    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست