responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 2  صفحه : 34
فِي أَيدي الْآدَمِيّين فيقتلونه فَإِذا قتل يقوم فِي الْيَوْم الثَّالِث وَأما هم فَلم يفهموا مُرَاده بِهَذَا الْكَلَام وَفِي قرب آخر الْبَاب الثَّامِن من إنجيل لوقا أَن الْمَسِيح قَالَ للاثني عشر تلميذاً أَنا متصعد إِلَى برشلام ونكمل كل مَا نبأت بِهِ الْأَنْبِيَاء عَن ابْن الْإِنْسَان ويسيرون بِهِ إِلَى الْأَجْنَاس يستهزؤن بِهِ ويجلدونه ويبصقون فِيهِ وَبعد جلدهمْ إِيَّاه يقتلونه ويحيا فِي الْيَوْم الثَّالِث فَلم يفهموا عَنهُ مِمَّا ألقِي إِلَيْهِم شَيْئا وَكَانَ هَذَا عِنْدهم معقداً لَا يفهمونه
قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ فِي هَذِه الْفُصُول ثَلَاث كذبات من طوام الْكَذِب أَحدهَا اتِّفَاق الأناجيل الْمَذْكُورَة كَمَا أوردنا على أَن الْمَسِيح أخْبرهُم عَن نَفسه أَنه يقتل وَجَمِيع الأناجيل الْأَرْبَعَة متفقة عِنْد ذكرهم لصلبه على أَنه مَاتَ على الْخَشَبَة حتف أَنفه وَلم يقتل أصلا إِلَّا أَن فِي بَعْضهَا أَنه طعنه بعد مَوته أحد الشَّرْط بِرُمْح فِي جنبه فَخرج من الطعنة دم وَمَاء وَفِي هَذَا إِثْبَات الْكَذِب على الْمَسِيح لاتفاقهم كَمَا أوردنا على أَنه أخْبرهُم بِأَنَّهُ يقتل واتفاقهم كلهم على أَنه لم يقتل وَهَذِه سوءة جدا وحاشى لله أَن يكذب نَبِي أَو ينذر بباطل هَذِه عَلامَة الْكَذَّابين لَا عَلامَة أهل الصدْق وَثَانِيها اتِّفَاق الأناجيل الْمَذْكُورَة كَمَا أوردنا على أَنه قَالَ وَيقوم فِي الثَّالِث ثمَّ اتّفقت الأناجيل كلهَا على أَنه لم يحيى وَلَا قَامَ إِلَّا فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة فَإِنَّهُ دفن فِي آخر يَوْم الْجُمُعَة مَعَ دُخُول لَيْلَة السبت وحسبك أَنهم ذكرُوا أَنه لم يحنط استعجالاً لِئَلَّا تدخل عَلَيْهِم لَيْلَة السبت وَأَنه أَقَامَ لَيْلَة الْأَحَد قبل الْفجْر وَهَذِه كذبة فَاحِشَة نسبوها إِلَى الْمَسِيح وحاشى لَهُ من مثلهَا وكذبة ثَالِثَة وَهِي إِخْبَار مَتى أَنهم فَهموا مُرَاده بِهَذَا القَوْل وَأَنَّهُمْ حزنوا حزنا شَدِيدا لذَلِك وَأَن باطرة قَالَ لَهُ تعفى عَن هَذَا يَا سَيِّدي وَلَا يصيبك مِنْهُ شَيْء وإخبار مارقس ولوقا أَنهم لم يفهموا مُرَاده بِهَذَا الْكَلَام وَهَذَا تكاذب فَاحش لَا يجوز أَن يَقع من صَادِقين فَكيف من معصومين فلاح يَقِينا عَظِيم الْكَذِب من الَّذين وضعُوا هَذِه الأناجيل وَأَنَّهُمْ كَانُوا فساقاً لَا خير فيهم وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق
فصل
وَفِي الْبَاب السَّابِع عشر من إنجيل مَتى أَن الْمَسِيح قَالَ لتلاميذه لَئِن كَانَ لكم إِيمَان على قدر حَبَّة الْخَرْدَل لتقولن للجبل ارحل من هُنَا فيرحل وَلَا يتعاصى عَلَيْكُم شَيْء وَقَبله مُتَّصِلا بِهِ أَن تلاميذه عجزوا عَن إِبْرَاء رجل بِهِ جن وَأَن الْمَسِيح أَبرَأَهُ وَأَن تلاميذه قَالُوا لَهُ لم عجزنا نَحن عَن إبرائه قَالَ لتشككم وَفِي الْبَاب الْحَادِي عشر من إنجيل مَتى أَن الْمَسِيح دَعَا على شَجَرَة تين خضراء فيبست من وَقتهَا فَعجب التلاميذ فَقَالَ لَهُم الْمَسِيح أَمِين أَقُول لكم لَئِن آمنتم وَلم تَشكوا لَيْسَ تَفْعَلُونَ هَذَا فِي التينة وَحدهَا لَكِن مَتى قُلْتُمْ هَذَا لجبل انقلع وانطرح فِي الْبَحْر تمّ لكم وَفِي الْبَاب الْحَادِي عشر من إنجيل يوحنا

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 2  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست