responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروح نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 109
أَرْوَاح الشُّهَدَاء فِي ظلّ الْعَرْش وَالْعرش فَوق السَّمَاء السَّابِعَة فَكيف تكون عَن يَمِينه وَكَيف يَرَاهَا النَّبِي هُنَاكَ فِي السَّمَاء الدُّنْيَا فَالْجَوَاب من وُجُوه
أَحدهَا أَنه لَا يمْتَنع كَونهَا عَن يَمِينه فِي جِهَة الْعُلُوّ كَمَا كَانَت أَرْوَاح الأشقياء عَن يسَاره فِي جِهَة السّفل
الثَّانِي أَنه غير مُمْتَنع أَن تعرض على النَّبِي فِي سَمَاء الدُّنْيَا وَإِن كَانَ مستقرها فَوق ذَلِك
الثَّالِث أَنه لم يخبر أَنه رأى أَرْوَاح السُّعَدَاء جَمِيعًا هُنَاكَ بل قَالَ فَإِذا عَن يَمِينه أَسْوِدَة وَعَن يسَاره أَسْوِدَة وَمَعْلُوم قطعا أَن روح إِبْرَاهِيم ومُوسَى فَوق ذَلِك فِي السَّمَاء السَّادِسَة وَالسَّابِعَة وَكَذَلِكَ الرفيق الْأَعْلَى أَرْوَاحهم فَوق ذَلِك وأرواح السُّعَدَاء بَعْضهَا أَعلَى من بعض بِحَسب مَنَازِلهمْ كَمَا أَن أَرْوَاح الْأَشْيَاء بَعْضهَا أَسْفَل من بعض بِحَسب مَنَازِلهمْ وَالله أعلم
فصل وَأما قَول أَبى مُحَمَّد بن حزم أَن مستقرها حَيْثُ كَانَت قبل خلق
أجسادها فَهَذَا بِنَاء مِنْهُ على مذْهبه الَّذِي اخْتَارَهُ وَهُوَ أَن الْأَرْوَاح مخلوقة قبل الأجساد وَهَذَا فِيهِ قَولَانِ للنَّاس وجمهورهم على أَن الْأَرْوَاح خلقت بعد الأجساد وَالَّذين قَالُوا أَنَّهَا خلقت قبل الأجساد لَيْسَ مَعَهم على ذَلِك دَلِيل من كتاب وَلَا سنة وَلَا إِجْمَاع إِلَّا مَا فهموه من نُصُوص لَا تدل على ذَلِك أَو أَحَادِيث لَا تصح كَمَا احْتج بِهِ أَبُو مُحَمَّد بن حزم من قَوْله تَعَالَى {وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ وأشهدهم على أنفسهم أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى شَهِدنَا} الْآيَة وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَقَد خَلَقْنَاكُمْ ثمَّ صورناكم ثمَّ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم فسجدوا} قَالَ فصح أَن الله خلق الْأَرْوَاح جملَة وَهِي الْأَنْفس وَكَذَلِكَ أخبر عَلَيْهِ السَّلَام أَن الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف قَالَ وَأخذ عز وَجل عهدها وشهادتها وَهِي مخلوقة مصورة عَاقِلَة قبل أَن يَأْمر الْمَلَائِكَة بِالسُّجُود لآدَم وَقبل أَن يدخلهَا فِي الأجساد والأجساد يَوْمئِذٍ تُرَاب وَقَالَ لِأَن الله تَعَالَى خلق ذَلِك بِلَفْظَة ثمَّ الَّتِى توجب التعقيب والمهلة ثمَّ أقرها سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَيْثُ شَاءَ وَهُوَ البرزخ الَّذِي ترجع إِلَيْهِ عِنْد الْمَوْت
وَسَنذكر مَا فِي هَذَا الِاسْتِدْلَال عِنْد جَوَاب سُؤال السَّائِل عَن الْأَرْوَاح هِيَ مخلوقة مَعَ الْأَبدَان أم قبلهَا إِذْ الْغَرَض هُنَا الْكَلَام على مُسْتَقر الْأَرْوَاح بعد الْمَوْت وَقَوله أَنَّهَا تَسْتَقِر فِي البرزخ الَّذِي كَانَت فِيهِ قبل خلق الأجساد مبْنى على هَذَا الِاعْتِقَاد الَّذِي اعتقده

نام کتاب : الروح نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست