[2]- الشيعة
الشيعة والخوارج فرقتان متقابلتان [1] في آرائهما في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فالخوارج تكفّره وتتبرأ منه، والشيعة تنصره وتؤيده وتفضله على عثمان رضي الله عنه. بل إن منهم من يفضله على أبي بكر وعمر، وأنه الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنص الجليّ والقاطع للعذر، وإن الإمامة لا تخرج عنه وعن ولده.
فردوا على بدعة الخوارج ببدعة أخرى لا تقل فسادا عنها ألا وهي عصمة علي بن أبي طالب، وأفضليته على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأنه هو الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم مع قولهم بفسوق أبي بكر وعمر وبكفرهما.
فمن يقول بهذه البدعة فهو كاذب مفتر، قد أزرى بالمهاجرين والأنصار، وعقابه الجلد حدا على فريته وكذبه. وكما قال خليفة المسلمين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري" [2].
وكان يقول: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر" [3].
وسأل محمد بن الحنيفة أباه [4] عليا فقال: "أي الناس خير بعد [1] منهاج السنة 6/2231. [2] النبوات ص132. [3] كتاب النبوات ص132، قال ابن تيمية: "قد تواتر هذا عن علي بن أبي طالب". [4] هو محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي قال عنه ابن حجر: "أبو القاسم ابن الحنفية المدني ثقة عالم من الثالثة مات بعد الثمانين".
تقريب التهذيب 2/192؛ وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 9/354.