نام کتاب : نهاية الأرب في فنون الأدب نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 20 صفحه : 75
وكان محمد بن طلحة ممّن أخذ بخطامه، وقال: يا أمّاه مرينى بأمرك. قالت: آمرك أن تكون كخير ابنى [1] آدم إن [2] تركت.
فجعل لا يحمل عليه أحد إلّا حمل وقال: «حم لا ينصرون» [3] واجتمع علية نفر [4] كلّهم ادّعى قتله، فأنفذه بعضهم بالرّمح، ففى ذلك يقول:
وأشعث قوّام بآيات ربّه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
هتكت له بالرمح جيب قميصه ... فخرّ صريعا لليدين وللفم [5]
يذكّرنى حاميم والرمح شاجر ... فهلّا تلا حاميم قبل التقدّم [6]
على غير شىء غير أن ليس تابعا ... عليّا، ومن لا يتبع الحقّ يندم [1] كذا جاء فى الإصابة ج 3 ص 377 والبداية والنهاية ج 7 ص 243 وفيه إشارة إلى قصة ابنى آدم بسط أحدها يده لقتل أخيه وامتناع الاخر الآية 27 وما بعدها من سورة المائدة. وجاء فى المخطوطة وغيرها: «بنى» . [2] كذا جاء فى النسخة (ك) ، وجاء فى (ن) : «وإن» . [3] لعل هذا مأخوذ من الحديث النبوى الذى رواه أصحاب السنن: «إن بيتم فليكن شعاركم حم لا ينصرون» وانظر شرحه فى النهاية واللسان (ح م م) وقد اقتصر المؤلف فيما يتعلق بشأن محمد بن طلحة و (حاميم) على هذه الرواية التى ذكرها ابن الأثير، وسيأتى فى الشعر قول قاتل محمد «يذكرنى حاميم» وقد اختلف العلماء فى تذكير حاميم، فقال بعضهم «كلما حمل عليه رجل قال نشدتك بحاميم، يريد بما فى (حم عسق) من قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
وقال بعضهم: «كان شعار أصحاب على يوم الجمل (حم) وكان القاتل مع على. فلما طعن محمدا قال محمد (حم) فأنشد القاتل الشعر» وقال بعضهم: «قال محمد بن طلحة لما طعنه القاتل أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله، فهذا معنى قوله: يذكرنى حاميم، أى تلاوة هذه الآية لأنها من (حم) سورة المؤمن» . [4] جاء فى تسمية العلماء لهؤلاء النفر: كعب بن مدلج الأسدى وابن المكعبر الضبى وشداد بن معاوية العبسى وعصام بن المقشعر وشريح بن أوفى أو ابن أبى أوفى- والأشتر النخعى ... وذكر الزبير أن الأكثر على أن الذى قتله وقال الشعر عصام بن مقشعر، وكذلك رجحه أبو عبيد الله المرزبانى فى موضعين من معجم الشعراء ص 269، 345.
[5] من النحويين من استشهد بهذا البيت على أن اللام بمعنى «على» أى: على اليدين والفم، كقوله تعالى «ويخرون للأذنان» أى: على الأذنان.
[6] استشهد بهذا البيت أبو عبيدة فى (مجاز القرآن) منسوبا إلى شريح، انظر لسان العرب وتاج العروس، وكذلك استشهد به البخارى، فى تفسير سورة (المؤمن) من صحيحه، انظر فتح البارى 8 ص 391- 392 واستشهد به الزمخشرى فى (الكشاف) ج 1 ص 66.. و «شاجر» معناه: مختلف أو ذو طعن.
نام کتاب : نهاية الأرب في فنون الأدب نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 20 صفحه : 75