responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 457
وأوفد عليه في هذه الرسالة كاتبه الشهير أبا عبد الله ابن الأبار القضاعي صاحب كتاب التكملة وإعتاب الكتاب وغيرهما، فقام بين يدي السلطان منشداً قصيدته السينية الفريدة التي فضحت من باراها، وكبا دونها من جاراها، وهي [1] :
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا إن السبيل إلى منجاتها درسا
وهب لها من عزيز النصر ما التمست فلم يزل منك عز النصر ملتمسا
وحاش مما تعانيه حشاشتها فطالما ذاقت البلوى صباح مسا
يا للجزيرة أضحى أهلها جزراً للحادثات وأمسى جدها تعسا
في كل شارقة إلمام بائقة يعود مأتمها عند العدا عرسا
وكل غاربة إجحاف نائبة تثني الأمان حذاراً والسرور أسى
تقاسم الروم لا نالت مقاسمهم إلا عقائلها المحجوبة الأنسا
وفي بلنسية منها وقرطبة ما ينسف النفس أو ما ينزف النفسا
مدائن حلها الإشراك مبتسماً جذلان، وارتحل الإيمان مبتئسا
وصيرتها العوادي العائثات بها يستوحش الطرفمنها ضعف ما أنسا
فمن دساكر كانت دونها حرسا ومن كنائس كانت قبلها كنسا
يا للمساجد عادت للعدا بيعاً وللنداء غدا أثناءها جرسا
لهفي عليها إلى استرجاع فائتها مدارساً للمثاني أصبحت درسا
وأربعاً نمنمت أيدي الربيع لها ما شئت من خلع موشية وكسا
كانت حدائق للأحداق مونقة فصوح النضر من أدواحها وعسا
وحال ما حولها من منظر عجب يستجلس الركب أو يستركب الجلسا
سرعان ما عاث جيش الكفر واحربا عيث الدبا في مغانيها التي كبسا

[1] أورد ابن خلدون (6: 283) هذه القصيدة، وانظر أزهار الرياض 2: 207.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست