responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 33
ونرى ليالينا مساعفة ... تدعو إلينا رفقنا الجفلى
زمنٌ نقول على تذكره ... ما تم حتى قيل قد رحلا
عرضت لزورتكم وما عرضت ... إلاّ لتمحق كلّ ما فعلا ووافيته عشية من العشايا أيام ائتلافنا، وعودنا إلى مجلس الطلب واختلافنا، فرأيته مستشرفاً متطلعاُ، يرتاد موضعاً يقيم به لثغور الأنس مرتشفاً ولثديه مرتضعاً، فحين مقلني [1] ، تقلدني إليه واعتقلني، وملنا إلى روضة قد سندس الربيع في بساطها ودمج الدهر وأنك أوساطها أشعرت النفوس فيها سرورها وانبساطها، فأقمنا بها نتعاطى كؤوس أخبار، ونتهادى أحاديث جهابذة وأخبار، إلى أن نثر زعفران العشي، وأذهب الأنس خوف العالم الوحشي، فقمت وقام، وعوج الرعب من ألسنتنا ما كان استقام، وقال:
وعشيّة كالسيف إلاّ حده ... بسط الربيع بها لنعلي خدّه
عاطيت كأس الأنس فيها واحداً ... ما ضرّه أن كان جمعاً وحده وتنزه يوماً بحديقة من حدائق الحضرة قد اطرد نهرها، وتوقد زهرها، والريح يسقطه فينظم بلبّة الماء، ويبتسم به فتخاله كصفحة خضرة السماء، فقال:
انظر إلى الأزهار كيف تطلعت ... بسماوة الروض المجود نجومها
وتساقطت فكأنّ مسترقاً دنا ... للسمع فانقضّت عليه رجوما
وإلى مسيل الماء قد رقمت به ... صنع الرياح من الحباب رقوما
ترمي الرياح لها نثيراً زهره ... فتمده في شاطئيه رقيما وله يصف قلم يراعة، وبرع في صفته أعظم براعة:

[1] ب: رمقني.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست