نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 666
في بعض أيّامه بروض مفترّ المباسم، معطّر الرياح النواسم، قد صقل الربيع حوذانه، وأنطق بلبله وورشانه [1] ، وألحف غصونه بروداً مخضرّة، وجعل إشراقة للشمس ضرّة، وأزاهره تتيه على الكواكب، وتختال في خلع الغمائم السواكب، فارتاح إلى الكون به بقيّة نهاره، والتنعم ببنفسجه وبهاره، فلمّا حصل من أنسه في وسط المدى، عمد إلى ورقة كرنبٍ قد بللها النّدى، وكتب فيها بطرف غصن، يستدعي الوزير أبا طالب ابن غانم، أحد ندمائه، ونجوم سمائه:
أقبل أبا طالبٍ إلينا ... وقع وقوع الندّى علينا
فنحن عقدٌ بغير وسطى ... ما لم تكن حاضراً لدينا [12 - من ترجمة المعتصم بن صمادح]
وقال في ترجمة المعتصم بن صمادح، ما صورته [2] : وأخبرني الوزير أبو خالد بن بشتغير [3] أنّه حضر مجلسه بالصمادحية في يوم غيم وفيه أعيان الوزراء، ونبهاء الشعراء، فقعد على موضع يتداخل الماء فيه، ويلتوي [4] في نواحيه، والمعتصم منشرح النفس، مجتمع الأنس، فقال:
أنظر إلى حسن هذا الماء في صببه ... كأنّه أرقمٌ قد جدّ في هربه فاستبدعوه، وتيّموه به وأولعوه، فاسكب عليه شآبيب نداه، وأغرب بما ظهر من بشره وأبداه. [1] الورشان: طائر مفرد يشبه الحمام. [2] القلائد: 48. [3] تصحفت هذه الكلمة كثيراً في الأصول، وفي نسخة هامش ك: يستعير، وعند دوزي: يشتغير. [4] القلائد: ويتلوى.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 666