responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 662
الشباب كمائمه، وكان يعتدّها مشتهى [1] آماله، ومنتهى أعماله، إلى بهجة جنباتها، وطيب نفحاتها وهبّاتها، والتفاف خمائلها، وتقلدها بنهرها مكان حمائلها، وفيها يقول ابن اللّبّانة:
أما علم المعتزّ [2] بالله أنّني ... بحضرته في جنّةٍ شقّها نهر
وما هو نهر أعشب النبت حوله ... ولكنّه سيفٌ حمائله خضر فلمّا صدر عنها وقد حسنت آثاره في تدبيرها، وانسدلت رعايته على صغيرها وكبيرها، نزل المعتمد عليه مشرفاً لأوبته، ومعرفاً بسموّ قدره لديه ورتبته، وأقام يومه عنده مستريحاً، وجرى في ميدان الأنس بطلاً مشيحاً، وكان واجداً على الراضي فجلت الحميّا أفقه، ومحت غيظه عليه وحنقه، وصوّرته له عين حنوّه، وذكرته بعده فجنح إلى دنوّه، وبين ما استدعى وأوفى، مالت بالمعتمد نشوته وأغفى، فألفاه صريعاً في منتداه، طريحاً في منتهى مداه، فأقام تجاهه، يرتقب انتباهه، وفي أثناء ذلك صنع شعراً أتقنه وجوّده، فلمّا استيقظ أنشده:
ألان تعود حياة الأمل ... ويدنو شفاء فؤادٍ معلّ
ويورق للعزّ غصنٌ ذوى ... ويطلع للسّعد نجمٌ أفل
فقد وعدتني سحاب الرضا ... بوابلها حين جادت بطلّ
أيا ملكاً أمره نافذٌ ... فمن شا أعزّ ومن شا أذلّ
دعوت فطار بقلبي السرور ... إليك، وإن كان منك الوجل
كما يستطيرك حبّ الوغى ... إليها وفيها الظّبا والأسل
فلا غرو إن كان منك اغتفارٌ ... وإن كان منّا جميعاً زلل

[1] في القلائد: مجنى؛ وفي دوزي: محيا.
[2] في الأصول: المعتد.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 662
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست