نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 642
محلّك أعزّك الله [1] في طيّ الجوانح ثابتٌ وإن نزحت الدار، وعيانك في أحناء الضلوع بادٍ وإن شحط المزار، فالنفس فائزة منك بتمثّل الخاطر بأوفر الحظ، والعين نازعة إلى أن تمتع من لقائك بظفر اللحظ، فلا عائدة أسبغ بردا، ولا موهبة أسوغ وردا، من تفضلك بالخفوف [2] إلى مأنسٍ يتم بمشاهدتك التئامه، ويتصل بمحاضرتك انتظامه، ولك فضل الإجمال، بالإمتاع من ذلك بأعظم الآمال، وأنا أعزّك الله على شرف سؤددك حاكم، وعلى مشرع سنائك حائم، وحسبي ما تتحقّقه من نزاعي وتشوّقي، وتتيقنه من تطلعي وتتوّقي، وقد تمكن الارتياح باستحكام الثقة، واعترض الاقتراح باستحباب [3] الصلة، وأنت وصل الله سعدك بسماحة شيمك، وبارع كرمك، تنشئ للمؤانسة عهدا، وتوري بالمكارمة زندا، وتقتضي بالمشاركة شكراً حافلاً وحمدا، لا زلت مهنّأً بالسعود المقبلة، مسوّغاً اجتلاء غرر الأماني المتهللة، بمنّه، انتهى.
ثم قال بعد هذا بيسير، ما نصّه [4] : وركب المستعين بالله يوماً نهر سرقسطة يريد طراد لذته، وارتياد نزهته، وافتقاد أحد حصونه المنتظمة بلبّته، واجتمع له من أصحابه، من اختصه لاستصحابه، وفيهم أبو الفضل مشاهداً لانفراجهم، سالكاً لمناهجهم، والمستعين قد أحضر من آلات إيناسه، وأظهر من أنواع ذلك وأجناسه، ما راق من حضر، وفاق حسنه الروض الأنضر، والزوارق قد حفّت به، والتفّت بجوانبه، ونغمات الأوتار تحبس السائر عن عدوه، وتخرس الطائر المفصح بشدوه، السمك تثيرها المكايد، وتغوص إليها المصايد، فتبرز منها للعين، قضبان درٍّ أو سبائك لجين، والراح لا [1] ق: نصرك الله. [2] ك: باللحوق. [3] القلائد: الانتزاح بارتقاب. [4] القلائد: 185.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 642