نام کتاب : نظم اللآل في الحكم والأمثال نویسنده : فكري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 36
الحكمة والتقى أخوان والمال والطغيان جاران.
هما سيان من ملكٍ ونسكٍ ... ينيلان الفتى شرفاً رفيعا
يتساوى الملك والنسك إذا وصل الإنسان بواحد منهما إلى الشرف أو المجد
همو لأموالهم ولسنَ لهم ... والعار يبقى والجرح يلتئم
يعيش هؤلاء الناس ليجمعوا المال، فهم ملك للمال وليس المال ملكاً لهم، وسيبقى عليهم العار، أما حاجات الناس إليهم فستذهب.
هيَ المقادير فلمني أو فذر ... إن كنتُ أخطأتُ فما أخطأ القدرْ
لمني إن شئت أو لا تلمني، فأنا بذلت جهدي فأخطأت الهدف وأصاب القدر.
هو المالُ إن أمسكته أو بذلته ... فحظك منه ما كفى الجوع والعُريا
مهما كنت غنيا فإن حظك من غناك هو أن تأكل فلا تجوع، وتلبس فلا تعرى.
هَوّن الأمر تعش في راحةٍ ... قل ما هَوّنتَ إلا سيهونُ
هوّن عليك الأمور تسعد، فليس شيء تهوّنه إلا أصبح هيناً.
هوّن عليك صروفَ الدهر والزّمنِ ... وعشْ حميداً بلا همٍّ ولا حزنِ
عليك مصائب الزمان وعش سعيداً دون هم ولا حزن.
هَوّنْ عليك فإنّ كلّ شديدةٍ ... إنْ لم تُشدّدها عليكَ تهونُ
هون عليك ما يحل بك من مصائب، فكل شيء يهون إذا أنت لم تهوّله.
هوّن عليكَ فليسَ كلّ ... الناسِ يعطى ما يودُّ
هون عليك عدم وصولك إلى أهدافك فليس كل الناس ينالون آمالهم في الحياة.
هيَ الأيامُ من وَهْدٍ يُعلّى ... بأبنيةٍ ومن قصرٍ يدكُّ
هذه هي الحياة: أبنية تعلو وأبنية تتهدم.
هي الدنيا تقولُ بملءِ فيها ... حذارَ حذارِ من بطشي وفتكي
الدنيا تصرخ بأعلى صوتها: احذروا بطشي.
هي المقاديرُ تجري في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبرٌ على حالِ
الأقدار تجير كما تريد، فاصبر لها فإنها لا تصبر على حال واحدة، بل سرعان ما تتحول.
هي النفسُ ما حمّلتها تتحملُ ... وللدهر أيامٌ تجورُ وتعدِلُ
النفس تحمل ما تحمّلها من خير وشر، والحياة أيام فيها الظلم وفيها العدل.
هيهاتَ يسلم من يبارز قرنه ... يوم اللقاء على عثور جامح
من ركب مركبا عاثرا، وفرساً جامحا لا يستطيع أن يغلب عدوه في القتال.
هيهات يصبرُ دهرٌ عن تنقله ... يوماً بأهليه من حالٍ إلى حالِ
لا يصبر الدهر على البقاء في حالة واحدة ولكنه ينتقل من حال إلى حال.
حرف الواو
وأتعبُ خلقِ اللهِ من زادَ هَمّهُ ... وقصرَ عما تشتهي النفسُ وجدهُ
أكثر الناس تعباً من كانت همته عالية ووسائله لتحقيقها قليلة.
وأتعبُ من ناداكَ من لا تجيبه ... وأغيظُ من عاداكَ من لا تشاكلُ
أكثر الناس تعباً من إذا ناداك لم تجبه، وأكثر الأعداء غيظاً لك من ليس في مستواك.
وأخي أنتَ ولا تنفعني ... ولا أخاً للمرء إلاّ مَنْ نفعْ
تدعي أنك أخي ثم لا تساعدني ولا تنفعني، والأخ من ساعد أخاه.
وإذا أتتكَ مذمّتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كاملَ
إذا ذمني أمامك أحد الأوغاد، فذمّه لي شهادة على شرفي وكمالي.
وإذا أرادَ اللهُ نشرَ فضيلةٍ ... طُويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
نشر فضيلة الرجل الفاضل الذي يكتم علمه وفضله منوط بلسان حاسد يحسده ويذمه فيعرفه الناس.
وإذا أرادكَ صاحبٌ فجفائه ... جعل التّجني للجفاء سبيلا
إذا أراد صاحب لك هجرك ظلمك وتجنى عليك وادعى عليك ما لم تقل وما لم تفعل.
وإذا استوت للنمل أجنحةٌ ... حتّى يطيرَ فقد دنا عطبه
إذا نبت جناح للنملة دنا هلاكها
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذُخراً يكونُ كصالح الأعمال
أفضل الذخائر والكنوز عمل الخير
وإذا الحلمُ لم يكن في طباعٍ ... لم يُحلّم تقدمُ الميلادِ
إذا لم يكن الرجل مطبوعاً على الحلم فلن يصبح حليماً وإن تقدمت به السن وأصبح شيخاً.
وإذا العناية لاحظتك عيونُها ... نَمْ فالمخاوف كلّهُنّ أمانُ
إذا كان حظك كبيراً فلا تخش شيئاً.
وإذا الكريم مضى وولى عمره ... كفل الثناءُ لهُ بعمرٍ ثانِ
إذا مات الكريم كان الثناء عليه عمراً ثانياً له.
وإذا امرؤ أسدى إليكَ صنيعةً ... من جاهه فكأنّها مِنْ ماله
نام کتاب : نظم اللآل في الحكم والأمثال نویسنده : فكري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 36